فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : خذ جملك واعقره في مكان قتل الحية وامض لا بأس عليك (١).
ومن كرامته عليهالسلام قوله : إنّ الله أعطاني ما لم يعط أحدا من خلقه ، فتحت لي السبل ، وعلمت الأسباب والأنساب ، وأجري لي السحاب ، ولقد نظرت في الملكوت فما غاب عنّي شيء ممّا كان قبلي ، ولا شيء ممّا يأتي بعدي ، وما من مخلوق إلّا وبين عينيه مكتوب مؤمن أو كافر نحن نعرفه ، إذا رأيناه (٢).
ومن ذلك قوله عليهالسلام لرميلة وكان قد مرض وأبل وكان من خواصّ شيعته فقال له : وعكت يا رميلة ، ثم رأيت خفا فأتيت إلى الصلاة ، قال : نعم يا سيدي ، وما أدراك؟ فقال : يا رميلة ما من مؤمن ولا مؤمنة يمرض إلّا مرضنا لمرضه ، ولا حزن إلّا حزنّا لحزنه ، ولا دعا إلّا أمّنا على دعائه ، ولا سكت إلّا دعونا له ، وما من مؤمن ولا مؤمنة في المشارق والمغارب إلّا ونحن معه (٣).
ومن ذلك ما رواه الأصبغ بن نباتة عن زيد الشحام أن أمير المؤمنين عليهالسلام جاءه نفر من المنافقين فقال له : أنت الذي تقول أن هذا الجري مسخ حرام؟ فقال : نعم ، فقالوا : أرنا برهانك؟ فجاء بهم إلى الفرات ، ثم نادى مناش مناش (٤) ، فأجابه الجري : لبيك ، فقال له أمير المؤمنين : من أنت؟ فقال : ممّن عرضت ولايتك عليه فأبى فمسخ ، وإن فيمن معك من يمسخ كما مسخنا ويصير كما صرنا ، فقال أمير المؤمنين : بيّن قصّتك ليسمع من حضر فيعلم. فقال : نعم كنّا أربعة وعشرين قبيلة من بني إسرائيل ، وكنّا قد تمرّدنا وعصينا وعرضت علينا ولايتك فأبينا ، وفارقنا البلاد واستعملنا الفساد فجاءنا آت أنت والله أعلم به منّا فصرخ فينا صرخة فجمعنا جمعا واحدا ، وكنّا متفرّقين في البراري فجمعنا لصرخته ثم صاح صيحة اخرى وقال : كونوا مسوخا بقدرة الله فمسخنا أجناسا مختلفة ، ثم قال : أيّتها القفار كوني أنهارا تسكنك هذه المسوخ واتصلي ببحار الأرض حتى لا يبقى ماء إلّا وفيه من هذه
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٢٠١ باب انّهم جرى لهم ما جرى للرسول ح ٣ ـ ٤ والبحار : ٣٩ / ١٧٢ ح ١٤.
(٢) بحار الأنوار : ٣٩ / ٣٣٦ ح ٥.
(٣) بحار الأنوار : ٢٦ / ١٥٤ ح ٤٣.
(٤) في البحار : هناس.