أنكر ما قلت ، ولا ينكره إلّا أهل الغباوة ، ومن ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة ، يا سلمان ، أنا أبو كل مؤمن ومؤمنة ، يا سلمان ، أنا الطامة الكبرى ، أنا الآزفة إذا أزفت ، أنا الحاقة ، أنا القارعة ، أنا الغاشية ، أنا الصاخة ، أنا المحنة النازلة ، ونحن الآيات والدلالات والحجب ووجه الله ، أنا كتب اسمي على العرش فاستقر ، وعلى السّموات فقامت ، وعلى الأرض ففرشت ، وعلى الريح فذرت ، وعلى البرق فلمع ، وعلى الوادي فهمع ، وعلى النور فقطع ، وعلى السحاب فدمع ، وعلى الرعد فخشع ، وعلى الليل فدجى وأظلم ، وعلى النهار فأنار وتبسّم (١).
فصل
[في أسرار علي عليهالسلام أيضا]
ومن ذلك ما ورد عنه في كتاب الواحدة ، قال : خطب أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : الحمد لله مدهر الدهور ، ومالك مواضي الأمور ، الذي كنّا بكينونيته ، قبل خلق التمكين في التكوين أوليين أزليين لا موجودين ، منه بدأنا وإليه نعود ، ألا إن الدهر فينا قسمت حدوده ، ولنا أخذت عهوده ، وإلينا ترد شهوده ، فإذا استدارت ألوف الأطوار ، وتطاول الليل والنهار ، فلا لعلامة العلامة دون العامة والسامة ، الاسم الأضخم ، العالم غير المعلم ، أنا الجنب ، والجانب محمد ، العرش عرش الله على الخلائق ، أنا باب المقام ، وحجّة الخصام ، ودابة الأرض ، وصاحب العصر (٢) ، وفصل القضاء ، وسفينة النجاة ، لم تقم الدعائم بتخوم الأقطار ، ولا أعمدة فساطيط السجاف إلّا على كواهل أمورنا ، أنا بحر العلم ، ونحن حجّة الحجاب ، فإذا استدار الفلك ، وقيل مات أو هلك ، ألا إن طرفي حبل المتين ، إلى قرار الماء المعين ، إلى بسيط التمكين ، إلى وراء بيضاء الصين ، إلى مصارع قبور الطالقانيين ، إلى نجوم ياسين ، وأصحاب السين من العليين العالمين ، وكتم أسرار طواسين ، إلى البيداء الغبراء ، إلى حد هذا الثرى ، أنا ديّان الدين ، لأركبنّ السحاب ، ولأضربنّ الرقاب ، ولأهد منّ إرما حجرا حجرا ، ولأجلس على حجر لي بدمشق ، ولأسومنّ العرب سوم المنايا ، فقيل متى هذا؟ فقال : إذا مت وصرت إلى التراب (٣) ،
__________________
(١) باختصار في عيون الحكم والمواعظ : ١٦٧.
(٢) في البحار العصا.
(٣) وهو يشير إلى حديث الرجعة.