ويتوسع فيها. فكأن
البغدادي رسم مخططا لمذهب اصحاب التناسخ في كتاب «الملل والنحل» ، وذلك معنى قوله «انهم
قالوا بتناسخ الارواح على تفصيل قد حكيناه عنهم في كتاب «الملل والنحل» ـ والتفصيل هو في الواقع هذه النقاط المهمة الخاصة بالتناسخ والواردة
في «الملل والنحل» ؛ ثم توسع في هذا التفصيل في كتاب «الفرق».
ـ اما ما جاء في «مختصر
الفرق» للرسعني (ص ١٦٤ ـ ١٦٥) عن ذكر اصحاب التناسخ فهو ملخص لما جاء في كتاب «الفرق»
ولكن لم يأت في هذا «المختصر» ذكر سقراط ، ولا ذكر الروافض القائلين بالتناسخ ـ بل
جاء ذكر احمد بن حابط من القدرية وعبد الكريم بن ابي العوجاء ، وجاء عرض لرأيهم القائل
بان التناسخ عقاب. مما يدل على ان المخطوطة هنا ليست مختصرا لكتاب الفرق ، بل التفصيل المنوه عنه في كتاب «الفرق» هو ما ورد في المخطوطة التي هي
كتاب «الملل والنحل».
ـ وجاء في نهاية
هذا الفصل الثاني عشر من الباب الرابع من كتاب «الفرق بين الفرق» ما نصه «فهذا
تفصيل قول اصحاب التناسخ ، وقد نقضنا عللهم في كتاب «الملل والنحل» بما فيه كفاية (ط.
بدر ص ٢٥٩ ، ط. الكوثري ، ص ١٦٥ ، ط. عبد الحميد ص ٢٧٦).
ـ وجاء في
المخطوطة ، الورقة رقم ٩٠ / ٢ ما نصه : ويقال لهم (لأصحاب التناسخ) : «ينبغي ان لا
تغضبوا على من ضربكم ونتف اسبلتكم ، ان كان كل ما يصيبكم من ألم ومحنة جزاء على
معصية سبقت منكم في قالب آخر ؛ لان موقع الجزاء المستحقة غير ملوم على فعله».
ومما تجدر ملاحظته
هنا هو ان في كتاب «الفرق بين الفرق» استعرض البغدادي مختلف مواقف اصحاب التناسخ
دون اي تعليق او رد عليها (انظر الفرق ط. بدر ص ٢٥٣ ـ ٢٥٩ ، ط. الكوثري ص ١٦٢ ـ ١٦٥
، ط. عبد الحميد ص ٢٧٠ ـ ٢٧٦) بينما في هذه المخطوطة ، بعد ما يعرض البغدادي ـ (بطريقة