وهو في الجملة كما قال فيه الشاعر العدناني التميمي (١) :
لو يمسخ الخنزير مسخا ثانيا |
|
ما كان الا دون قبح الجاحظ |
ندل (٢) ينوب عن الجحيم بنفسه |
|
وهو القذى في كلّ طرف لاحظ |
ذكر الخياطية منهم
هؤلاء اتباع ابي الحسين الخياط (٣) ، استاذ الكعبي قبل خلافه اياه.
وقد شارك الخياط القدرية في اكثر بدعها ، وزاد عليها ما لم يسبق إليه في المعدوم. وذلك ان القدرية اختلفت في تسمية المعدوم شيئا ، فمنهم من سماه معلوما ومذكورا ولم يسمه شيئا ولا جوهرا ولا عرضا. وهذا القول موافق / اهل السنة في المعدوم. ومنهم من سماه شيئا ولم يسمه جوهرا ولا عرضا ، وبه قال الكعبي. وزعم الجبائي وابنه ان المعدوم في حال عدمه شيء ، وان الجوهر جوهر والعرض عرض ، والسواد سواد ، والبياض بياض قبل حدوثه ، وكذلك الحرارة والبرودة ، واجريا على المعدوم في حال عدمه كل وصف يستحقه عند وجوده لنفسه او لجنسه. وامتنع هؤلاء من تسمية المعدوم جسما. وزعم هشام الفوطي (٤) ان المعدوم الذي لا يحدث قط ليس بشيء ، وما عدم بعد حدوثه شيء في حال عدمه (٥).
__________________
(١) لم يأت ذكر «العدناني التميمي» في كتاب «الفرق» انظر ط. بدر ص ١٦٣ ، ط. الكوثري ص ١٠٧ ط. عبد الحميد ص ١٧٨ ، ومختصر الفرق ص ١١٨
ملاحظة : اجمالا كل ما ذكر عن الجاحظ هنا جاء ذكره في كتاب «الفرق» مع بعض الاختلاف في الاسلوب ؛ ولكن جاء هنا بعض البيانات الغير واردة في كتاب «الفرق» كما اوضحنا ذلك في حينه.
(٢) في مختلف طبعات كتاب «الفرق» جاء : «رجل». (انظر المراجع المذكورة في الرقم ١).
(٣) هو ابو الحسين عبد الرحيم بن محمد بن عثمان الخياط ، ذكره ابن المرتضى في رجال الطبقة الثامنة ، وقال عنه : استاذ ابي القاسم البلخي عبد الله بن احمد ، وكان ابو علي يفضل البلخي على استاذه ، وله كتب كثيرة في النقض على ابن الراوندي. وكان ابو الحسين فقيها صاحب حديث ، واسع الحفظ لمذاهب المتكلمين (طبقات المعتزلة ص ٨٥).
(٤) الكلام الخاص بهشام الفوطي هنا غير وارد في كتاب «الفرق».
(٥) في المخطوط : عدومه.