مختصرة عما جاء في كتاب الفرق) ـ موقف اصحاب التناسخ ينتقص موقفهم بحيث يعتبر القول بالتناسخ قولا له نتائج مردودة.
اما في مختصر «الفرق» للرسعني (ص ١٦٥) نجد هذه الجملة الموجزة للغاية في آخر كلام البغدادي عن اصحاب التناسخ حيث يقول : «... الى غير ذلك من الهذيان» ففي «المختصر» اعتبر القول بالتناسخ ضربا من الهذيان بينما في المخطوطة يوضح البغدادي نقضه لهذا القول بالتناسخ مما يتفق وما جاء في كتاب «الفرق» عند ما يقول : وقد نقضنا عللهم في كتاب «الملل والنحل». وفي هذه المخطوطة يوجد هذا النقض عند ما ذكر : «ينبغي ان لا تغضبوا على من ضربكم ... على فعله».
ه ـ جاء في المخطوطة ورقة ١٢٢ / ٢ في آخر ذكر الضلال من الكرّامية قول البغدادي : «ولم نذكر الباطنية فيهم (في الكرامية) لانها لم تتمسك بشيء من اصول الاسلام ولا بشيء من فروعه ، وانما هم دعاة المجوس الى تأويل اركان شريعة الاسلام على وجوه يؤدي الى المجوسية ـ واختلف اصحابنا فيهم : فمنهم من قال : حكمهم حكم المجوس ، يجوز وضع الجزية عليهم مع تحريم ذبائحهم ، ونكاح نسائهم ـ ومنهم من قال : حكمهم حكم المرتدين وان تابوا ، والا قتلوا ـ وقال مالك : لا يقبل توبة الباطني والزنديق بعد العثور عليه ، وانما يقبل التوبة اذا ابتدأ بها قبل العلم للعلم ـ وهذا هو الاحوط في الباطنية والزنادقة».
هذا كل ما يذكره البغدادي عن الباطنية في هذه المخطوطة. فهو جعلهم في مصاف المجوس وذكر رأي اهل السنة فيهم.
ولكن في كتاب «الفرق بين الفرق» لم يذكر البغدادي مثل هذا الكلام عن الباطنية في عرضه لمذهب الكرامية في الفصل السابع من الباب الثالث (انظر «الفرق» ط. بدر ص ٢٠٢ ـ ٢١٤ ، ط. الكوثري ص ١٣٠ ـ ١٣٧ ، ط. عبد الحميد ص ٢١٥ ـ ٢٢٥) وكذلك لم يأت ذكر للباطنية في كلامه عن الكرامية في «مختصر الفرق» للرسعني ص ١٣٩.