ـ وقد سرقوا (الكرامية من الخوارج) هذه البدعة من اباضية الخوارج الذين قالوا : ان قول النبي (ص) : «انا نبيّ» بنفسه حجة لا يحتاج معها الى برهان (بدر ص ٢١٠ ، الكوثري ص ١٣٥ ، عبد الحميد ص ٢٢٢).
يتضح لنا من هذه المقارنة بين ما جاء في كتاب «الفرق بين الفرق» وما جاء في المخطوطة ان مواقف الاباضية المذكورة في المخطوطة غير واردة بتاتا مرة أخرى في كتاب «الفرق بين الفرق» وهي ثلاثة مواقف مهمة : ١) عدم قول الاباضية بالقدر مثل ما قالت المعتزلة ـ ٢) الانسان غير محاسب عن التوحيد ما لم يأته نبي يعلمه بان الله واحد لا شريك له ـ ٣) يجوز ان يأمر الله بحكمين متضادين في شيء واحد ؛ كما جاء في المثال الذي ذكروه هنا. ـ لذلك قال عبد القاهر البغدادي «وللاباضية بعد هذا مذاهب قد ذكرناها في كتاب «الملل والنحل». فاذا ما اضيفت هذه المذاهب الثلاثة الواردة هنا في المخطوطة الى ما جاء عن الاباضية في كتاب «الفرق بين الفرق» تكونت لدينا فكرة عن الاباضية تميزهم عن باقي فرق الخوارج.
ولنقارن بعد ذلك بين ما جاء في كتاب «الفرق بين الفرق» مع ما جاء في المخطوطة بخصوص البيهسية :
البيهسية
كتاب الفرق بين الفرق
ـ وتبع بعد هؤلاء الابراهيمية قوم يقال لهم البيهسية اصحاب ابي بيهس هيصم بن عامر.
قالوا ان ميمونا كفر بان حرم بيع الأمة في دار التقية من كفار قومنا ، وكفرت الواقفة بان لم يعرفوا كفر ميمون ، وصواب ابراهيم ، وكفر ابراهيم بان لم يتبرأ من الواقفة (ط. بدر ص ٨٧ ، ط. الكوثري ص ٦٤ ، ط.
عبد الحميد ص ١٠٨).
المخطوطة
ـ وتبع بعد هؤلاء قوم يقال لهم البيهسية ، اصحاب أبي بيهس ، وقالوا ان ميمونا كفر حين حرّم بيع الأمة في دار التقية من كفار قومنا. وكفرت الواقفة بأن لم يعرفوا كفر ميمون وصواب ابراهيم ، فكفر ابراهيم حين لم يتبرأ من اهل الوقف.