يصح أن يسمع ويبصر ، فلهذا المعنى وللإذن الشرعي بإطلاق هاتين الصفتين عليه تعالى يوصف بهما.
وكذلك يطلق عليه أنّه تعالى (١) متكلم (٢) ، والكلام عند أهل السنة (٣) معنى في ذات المتكلم ، به يخبر بإيجاد الحروف والأصوات التي يتألف منها الكلام عما يريد الإخبار عنه ، ومن لا يكون له ذلك المعنى ، ويسمع منه الحروف والأصوات المؤلفة تأليف الكلام لا يكون متكلما كالببغاء. والمعتزلة (٤) يقولون : كل من يوجد حروفا وأصواتا منتظمة دالة على معنى ، يريد الإخبار بها عنها (٥) ، فهو متكلم ، [ولا يعتبرون المعنى الذي في نفس المتكلم] (٦).
وبعض المعتزلة يقولون انه تعالى مدرك (٧) ، ويقولون إن الإدراك صفة له غير العلم ، [بها يدرك الموجودات خاصة من جملة المعلومات] وهي غير السمع والبصر والحياة.
__________________
ـ العلم هو الإدراك فلجئوا إلى اثبات السمع والبصر لأن نفيهما عنه تعالى نقص لا يصح بحقه ، راجع الكشف ص ٤٩. لمع الأدلة ص ٩٧ ، مقالات الإسلاميين ج ٢ ص ١٧٠ ، مختصر أصول الدين ص ٢١١ ، محصّل ص ٢٤٨.
(١) في (م) ناقصة.
(٢) دليل المتكلمين عليه سمعي ، ولأنه مقدور لله.
(٣) إشارة إلى الاختلاف فيه ، وعن رأي السنّة راجع الملل والنحل ج ١ ص ٩٦ ، لمع الأدلة ص ١٠٢. محصّل ص ٢٥٠.
(٤) المختصر ص ٢٢٣. ومقالات الإسلاميين ج ٢ ص ١٧٩.
(٥) في (د) عنه.
(٦) [] هذه الزيادة ضرورية لأنها تعبر عن اعتقادهم بأن المتكلم ان كان جسما فيوجد الحرف بنفسه وان كان الباري تعالى أوجده حتى في الجماد.
(٧) راجع الحاشية رقم ٧.