لسائر الذوات ، وهي صفته (١) الذاتية.
__________________
ـ عينا ولا جنسا ولا نوعا إلا هو ، وإن شئت قلت : هي الصفة الواجبة المقتضية لصفات أربع ، وإن شئت قلت : هي الصفة الواجبة التي لا يستحق جنسها إلا ذات واحدة ، وهي ذات الله تعالى ، وربما لقب هؤلاء بالمقتضية لقولهم بالمقتضي ، وهي الصفة الأخص ، والفرق بينها وبين العلة ، أن العلة ذات موجبة لصفة أو حكم ، والمقتضي ليس بذات ، ومن شرطهما أن لا يتقدمان على ما أثرا فيه وجودا بل رتبة ، ومن شرط الذي أثرا فيه أن لا يتخلف عنهما ، وأنت تعلم أن تأثير الإيجاب باطل غير صحيح ، تأمل.
(١) مسائل الصفات مما كثر فيها الخوض ، وزلت أقدام بعضهم فيها إلى الحضيض ، وتكلف بعضهم حتى خرج عن نطاق العقل وعن مقتضى الكتاب والسنة ، ونحن ملخصون جملة الأقوال فيها تبيينا لما أجمله الشارح وأشار إليه ، وقد لخصها مولانا وشيخنا أبو الحسين مجد الدين بن محمد ـ حفظه الله ـ في لوامع الأنوار المجلد الثاني صفحات (١٥٨ وما بعدها) ولم نستوف كلامه ـ حفظه الله ـ لطوله ، بل لخصنا ذلك تلخيصا.
فالقول الأول هو قول الأئمة الهداة : أن صفاته جل جلاله ذاته ، وهذا القول هو الحق الذي قامت عليه البراهين وأبانه إمام الموحدين وسيد المتكلمين أمير المؤمنين وسيد الوصيين ـ صلوات الله عليه ـ وخطبه كثيرة طافحة بالتصريح بذلك ، وأما القول بأنها عبارة عما لا يعلم كنهه ، وقد نسب إلى زين العابدين ـ عليهالسلام ـ واختاره الحسن الجلال ، فلا منافاة بينه وبين الأول ، فالذات المقدس لا تعلم كنهه ، ، فهي عبارة عنه وهو قول الآل ـ عليهمالسلام ـ.
الثاني : أنها لعدم صفة النقص ، فعالم لعدم كونه غير جاهل ، وقادر لكونه غير عاجز إلخ ..
الثالث : أنها مزايا اعتبارية فقط في غير صفة الوجود ، وهو قول أبي الحسين البصري وأتباعه.
الرابع : أنها أمور زائدة على الذات ، لا هي الموصوف ولا غيره ، ولا شيء ولا لا شيء ، وهي مقتضاة عن الذات عند أبي علي وأتباعه ، وعن الصفة الأخص عند أبي هاشم وأتباعه.
الخامس : أنه يستحقها لمعان زائدة أزلية ، وهو قول الكرامية ، قال الإمام عز الدين ـ عليهالسلام ـ : الأزلي هو القديم ، إلا أن ابن كلاب لم يتجاسر على إطلاق القول بقدمها للإجماع على أنه لا قديم مع الله تعالى ، وتجاسر الأشعري على ذلك لوقاحته.
السادس : أنه يستحقها لمعان قديمة قائمة بذات الباري سبحانه ، وهو قول الأشعرية ، وقد اتفق أهل النقل عنهم على إثباتهم للمعاني القديمة ، ثم اختلف بعد ذلك أنها نفس الصفات ، وأن الصفات مستحقة للمعاني القديمة عندهم ، والتحقيق ما أفاده الإمام عز الدين ـ عليهالسلام ـ في المعراج قال فيه : قال الإمام يحيى ـ عليهالسلام ـ : وأما الأشعرية فاتفقوا على إثبات المعاني القديمة ثم اختلفوا فنفاة الأحوال منهم يقولون العلم هو نفس العالمية ، والقدرة هي نفس القادرية ، ثم هذه الصفة عندهم معلومة بنفسها موجودة في ذاتها ، وهو مذهب الأشعري وابن كلاب ، وقول المتأخرين من محققيهم ، وأما مثبتوا الأحوال منهم فعندهم أن القادرية والعالمية والحيية صفات مضافة إلى المعاني ، والله تعالى كما هو موصوف بهذه الصفات هو موصوف بالمعاني إلخ .. وقالوا : لا هي الله ولا هي غيره.
السابع : أنه يستحقها لمعاني قديمة أغيار لله تعالى أعراض حالة في ذاته سبحانه وتعالى ، وهو قول الكرامية.
الثامن : أنه يستحقها لمعان لا توصف بقدم ولا غيره ، وهو قول الصفاتية وأفاد الإمام عز الدين ـ عليهالسلام ـ