قيل : متى؟ فهو
سابق للزمان ، أو قيل : كيف؟ فقد جاوز الأشباه والأمثال ، وإن طلب الدليل عليه فقد
غلب الخبر العيان ، وإن طلب البيان فالكائنات بيان وبرهان ؛ فهو تعالى بخلافها في
الذات والصفات ، وهو الوصف الذي به التمايز بينه وبين العوالم ، وإن اختلفت
العوالم في صفة فإنها توافق في أخرى ؛ فهو تعالى بخلاف الأشياء كما أشار إليه
القاسم ـ عليهالسلام ـ ذكر ذلك بعض
العارفين. ويشتمل هذا الباب على عشر مسائل :
(المسألة الأولى : في أن لهذا العالم صانعا صنعه ومدبرا دبره)
ولا كلام في وجوب
تقديم هذه المسألة على سائر مسائل الإثبات ؛ إذ الكلام على كل واحدة منها لا يتأتى
إلا بعد تحقيق هذه المسألة ، فإنه قد تقرر وثبت أنه لا يمكن العلم بالحال إلا مع
العلم بالذات.
والمراد بالعالم :
المخلوقات من السموات والأرض والحيوانات وغيرها ، قال الجوهري : العالم الخلق ، والجمع العوالم ، والعالمون أصناف الخلق.
وقد اختلف أصحابنا
هل من العقلاء من ينكر أن للعالم مؤثرا ، ويزعم أنه حاصل لا عن تأثير مؤثر ، ولا
يوجد في ذلك مخالف على الجملة ، وإنما الخلاف في التفصيل ، والذي عليه الجمهور :
أن الخلاف واقع في المؤثر جملة ، كما أنه واقع فيه تفصيلا ، وأن من الناس من لم
يثبت مؤثرا قط فقد روي نفي المؤثر عن الملحدة ، والدهرية ،
__________________