الأخبار مع ما
تقدم أرشده ذلك إليها.
وأما الفقيه حميد
فإن في كلامه ما يقضي بأنه لا بد أن يكون له معرفة في الفقه في مسائل الإجماع
وغيرها ، وقد ذكره غيره.
قال
الإمام يحيى : ولا يلزم الإحاطة بجميع الإجماعات ، بل يكفيه أن لا يفتي بحكم قد وقع الإجماع
على خلافه.
قال
الإمام عز الدين عادت بركاته : تنبيه : اعلم أن أقوال العلماء مختلفة في تبعيد الاجتهاد وتقريبه ،
وتيسيره وتعسيره ، وكثيرا ما يذكر الأصحاب أنه يكفي في الاجتهاد قراءة كتاب من كل
فن ، وإن كان مختصرا ، كالخلاصة في الكلام ، والمجزي أو الفائق في الأصول ، ومعرفة
آيات الأحكام ، ومعرفة كتاب من كتب الحديث كالسنن لأبي داود أو شفاء الأوام ومقدمة
طاهر أو ابن الحاجب ، وكتاب المجمل لابن فارس في اللغة ونحو ذلك.
والتحقيق
: أن مثل هذا لا
يقف على تحديد ، فإن أحوال القراءة وطلب العلم يختلف ، فمنهم من يستثمر ويستفيد
بأيسر علاج ، ومنهم من لا يتم له ذلك إلا بعد التعب والنصب ، وكثرة مدارسة الكتب ،
وذلك لأن العلوم منح إلهية ومواهب اختصاصية.
(و) الثاني من الستة (الورع) ومعنى الورع : الكف عن المحرمات ، والقيام بالفرائض الواجبات ،
واشتراطه مذهب الزيدية وجماهير العدلية وغيرهم.
قال
الإمام يحيى : ولا يشترط حصول أعلى مراتب الكمال والورع والزهد ، ولكنّ مقدار الغرض يحصل
بمجانبة الكبائر ، والتنزه عن الأمور المستسخفة ، انتهى.
__________________