المؤمن وأنّها خمس
تكبيرات ، والصلاة على غير المؤمن أنّها أربع تكبيرات ; عملاً بالروايات الواردة
..
ففي رواية الحسين بن النضر ، قال : قال
الرضا (ع) ((ما العلّة في التكبير على الميّت خمس تكبيرات؟
قال : رووا أنّها اشتقّت من خمس صلوات.
فقال : هذا ظاهر الحديث ، فأمّا في وجه
آخر فإنّ الله فرض على العباد خمس فرائض : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ،
والولاية ، فجعل للميّت من كلّ فريضة تكبيرة واحدة ، فمَن قبِل الولاية كبّر خمساً
، ومَن لم يقبل الولاية كبّر أربعاً ، فمن أجل ذلك تكبّرون خمساً ، ومن خالفكم
يكبّر أربعاً)) .
فالمؤمن حيث قَبِل ولاية الله ورسوله
وآله يُكبّر عليه خمساً ، وغيره ممّن ينبذ الولاية يُكبّر عليه أربعاً.
ومن أجل ذلك ، يكون محصّل مفاد الآية هو
: النهي عن الدعاء والاستغفار والتشفّع للميّت المنافق ، لا عن إقامة الصلاة عند
جنازته بذكْر الله والدعاء للنبيّ وآله وللمؤمنين ، أي لا عن أصل صورة الصلاة ،
ولذلك نهت الآية عن القيام على قبر المنافق ، أي عن الدعاء له والاستغفار ، كما هو
الغرض المألوف من القيام عند قبره ، لا أنّ النهي حقيقة هو عن صورة القيام عند
القبر وإن لم يدع ويستغفر له ، أو كان القيام عند قبره بالدعاء عليه واللعن له ،
فإنّ هذا ممّا لا تنهى عنه الآية الكريمة.
وفي صحيح الحلبي ، عن أبي عبد الله (ع)
، قال : ((لمّا مات عبد الله ابن أُبي بن سلول ، حضر النبيّ (صلى الله عليه وآله)
جنازته ، فقال عمر : يا رسول الله! ألم ينهك الله أن تقوم على قبره؟! فسكت ، فقال
: ألم ينهك الله أن تقوم على قبره؟!
فقال له : ويلك! وما يدريك ما قلت؟!
إنّي قلت : اللّهمّ احش جوفه ناراً ، واملأ قبره ناراً ، واصلِه ناراً ..
__________________