قائمة الکتاب
الفهرست التفصيلى
٤٣٥
إعدادات
الصّحابة بين العدالة والعصمة
الصّحابة بين العدالة والعصمة
تحمیل
ملتبساً ، فجزاك الله عن أنبيائه وعن الإسلام خيراً (١).
ونظير ذلك : ما روي عن الصادق (ع) : ((إنّ الله بعث نبيّه ب ـ : إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة)) (٢) ، ومثّل المفسّرون لذلك بموارد عديدة ، مثل : قوله تعالى : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمّٰا أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ) (٣).
وقوله تعالى : (يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذٰا طَلَّقْتُمُ النِّسٰاءَ) (٤).
و : (يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللّٰهَ وَلاٰ تُطِعِ الْكٰافِرِينَ) (٥).
و : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ).
و : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنّٰاسِ) في شأن عيسى (ع).
و : (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوٰاءَهُمْ) (٦).
و : (لاٰ تَجْعَلْ مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ) (٧).
إلى غير ذلك من الوجوه ، التي يطول المقام بذكرها ، إلاّ أنّ المتعيّن هو التمسّك بالمحكم وحمل المتشابه عليه.
ومن ذلك : تمسكهم بقوله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلّٰى *أَنْ جٰاءَهُ الْأَعْمىٰ).
قال الطبرسي في مجمع البيان ، والسيّد المرتضى : ليس في ظاهر الآية دلالة على توجّهها إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بل هو خبر محض لم يصرّح بالمخبر عنه ، وفيها ما يدلّ على أنّ المعني به غيره ; لأنّ العبوس ليس من صفات النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) مع الأعداء المباينين ، فضلا عن المؤمنين المسترشدين.
ثمّ الوصف بأنّه يتصدّى للأغنياء ، ويتلهّى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة ، ويؤيّد هذا القول : قوله سبحانه في وصفه (صلى الله عليه وآله وسلم) : (وَإِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، وقوله : (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
__________________
(١) الاحتجاج للطبرسي ٢٢٣/٢.
(٢) بحار الانوار ٢٢٢/٩.
(٣) سورة يونس : ٩٤ : ١٠.
(٤) سورة الطلاق ١ : ٦٥.
(٥) سورة الأحزاب ١ : ٣٣.
(٦) سورة البقرة ١٢٠ : ٢ و ١٤٥ ؛ سورة الرعد ٣٧ : ١٣.
(٧) سورة الإسراء ٢٢ : ١٧.