رَسُولٌ
فَإِذٰا جٰاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ
لاٰ يُظْلَمُونَ)
إلى أنّ محاسبة كلّ
أُمّة في المعاد إنّما تبدأ بحضور وإشراف رسول تلك الأُمّة.
ونظير ذلك : الآية الأُخرى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ
بِإِمٰامِهِمْ)
.
وعلى هذا النمط جملة من الخطابات
الموجّهة إلى الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم)
ممّا ظاهرها العتاب بأفعال أُمّته ، وهذا ما يراد من أنّ القرآن نزل ب ـ :
((إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة)) .
*الثالث : الخطأ في التأويل أو التفسير
أو القراءة للآية ..
فإنّ في جملة من الموارد المدّعاة أنّها
من العتاب والتأنيب هو من الاستظهار الخاطئ لمفاد الآيات ، أو التأويل للظهور
بروايات موضوعة ، أو التشبّث بقراءة وترك القراءات الأُخرى الأصحّ.
وإلى جملة من ذلك يشير الإمام الرضا (ع)
، في ما روي عنه ، عندما قال له المأمون: يا ابن رسول الله! أليس من قولك :)) إنّ
الأنبياء معصومون))؟! قال : ((بلى)) ، فأخذ المأمون يسأل عن جملة من الآيات
المتشابهة الموهمة لخلاف ذلك ، منها : قول الله عزّ وجلّ : (فلمّا آتاهما صالحاً جعلا له شركاءَ في
ما آتاهما)
.
فقال الرضا (ع) : ((إن حوّاء ولدت
خمسمائة بطن ، في كلّ بطن ذكر وأُنثى ، وإنّ آدم وحواء عاهدا الله ودعواه قالا : (لئن آتيتنا صالحاً لنكوننّ من الشاكرين)
. فلمّا آتاهما
صالحين من النسل ، خلْقاً سويّاً بريئاً من الزمانة والعاهة ، كان ما آتاهما صنفين
: صنفاً ذكراناً ، وصنفاً إناثاً ، جعل الصنفان لله تعالى شركاء في ما آتاهما ،
ولم يشكراه شكر أبويهما له عزّ وجلّ ; قال الله تعالى : (فَتَعٰالَى اللّٰهُ
عَمّٰا يُشْرِكُونَ)
.
فقال المأمون : أشهد أنّك ابن رسول الله
(صلىاللهعليهوآلهوسلم)
حقّاً ...
وقال (ع) في قوله تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوىٰ)
، يقول : ألم يجدك وحيداً فآوى إليك الناس؟
__________________