وذهب آخرون إلى
التقصير في أمرنا ، واحتجّوا بمتشابه القرآن ، فتأوّلوا بآرائهم ، واتّهموا مأثور
الخبر ممّا استحسنوا ، يقتحمون في أغمار الشبهات ودياجير الظلمات بغير قبس نور من
الكتاب ، ولا أثرة علم من مظانّ العلم ، بتحذير مثبطين زعموا أنّهم على الرشد من
غيّهم ..
وإلى من يفزع خلف
هذه الأمّة ، وقد درست أعلام الملّة ، ودانت الأمّة بالفرقة والاختلاف يكفّر بعضهم
بعضا ، والله تعالى يقول : (وَلا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) ؟! فمن الموثوق به على إبلاغ الحجّة وتأويل الحكمة ، إلّا
أهل الكتاب وأبناء أئمّة الهدى ومصابيح الدجى؟! ...» .
الحادية عشرة
إنّ جملة من أتباع
الشيخين قد ذهبوا إلى وجود النصّ من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عليهما.
قال التفتازاني :
المبحث الرابع :
الجمهور على انّه (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) لم ينصّ على إمام، وقيل : نصّ على
أبي بكر (رض) نصّا خفيّا ، وقيل : جليّا. وقالت الشيعة :
على عليّ (كرّم
الله وجهه) خفيّا ، والإمامية منهم : جليّا أيضا . انتهى.
وقال في شرح كلامه
السابق :
ذهب جمهور أصحابنا
والمعتزلة والخوارج إلى أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لم ينصّ على إمام
بعده ، وقيل : نصّ على أبي بكر ؛ فقال الحسن البصري : نصّا خفيّا ، وهو تقديمه
إيّاه في الصلاة ، وقال بعض أصحاب الحديث : نصّا جليّا» .
__________________