فالعلويّون ـ مثلا ـ يصل تعدادهم في جنوب تركيا إلى ١٣ مليون نسمة حسب الإحصائيات الرسمية ، ولكن بعض التقارير المحلية تصل بعددهم إلى ٢٢ مليون نسمة ، فضلا عن تواجدهم في سوريا ولبنان وشمال العراق.
ومثلهم الإسماعيلية ، فهم منتشرون في لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان وپاكستان والهند واليمن ، وفي جنوب السعودية يشكّلون الأكثرية في المحافظات الجنوبية ، والغريب أنّه في مؤتمرات الوحدة لم توجّه إلى الآن ـ حسب ما قيل ـ أي دعوة لعلماء الإسماعيلية في سوريا أو في المناطق الأخرى ، والظاهر أنّ الحال كذلك بالنسبة إلى العلويّين ؛ إذ لم توجّه لهم دعوة.
وأمّا الزيدية فهم الأكثرية في اليمن. وكذلك الحال بالنسبة إلى الأشراف السادة من نسل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فإنّ انتشارهم في الأصقاع كوثر كاثر ، ولهم نقابات في أكثر البلدان ، وهم على محبّة وولاء قلبي لأئمّة أهل البيت عليهمالسلام أشدّ من غيرهم ، ففي بلاد المغرب العربي والجزائر وتونس ما يقرب من ٥ ملايين حسني ، فضلا عن مصر وليبيا ، وكذلك في المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة وأندونسيا.
والحاصل قلّما يخلو بلد من البلدان الإسلامية من هذا النسل الطيّب ، وهم أولى بإقامة الجسور معهم من أتباع بني أمية ومروان ، بل إنّ صوفية السنّة وفرقهم أولى بإقامة العلاقة معهم من بقية طوائف السنّة ؛ إذ أنّ غالبيّتهم يعتقدون باطنا بإمامة الاثني عشرعليهمالسلام ، ولذلك تتخوّف الطوائف السنّية الظاهرية الرسمية منهم.
والحاصل : إنّ سياسة الوحدة لم تبن على بصيرة منهجية ، آخذة في عين الاعتبار درجات وأقسام الطوائف الإسلامية الموجودة ، وإرساء منهج يستند على أولويات مدروسة.
وكم فرق بين من يبطن المحبّة لك وبين من يبطن العداوة والبغضاء ؛ قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ* ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ