من أحبّ الناس
إليه : «لو أحبّني جبل لتهافت» . وسهل بن حنيف صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان بدريا ، وشهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حروبه كلّها ، وكان من النقباء .
١٠. وقال لمّا بلغه نعي مالك الأشتر : «لله درّ مالك ، وما مالك!
والله لو كان جبلا لكان فندا ، ولو كان حجرا لكان صلدا ، لا يرتقيه الحافر ، ولا
يوفي عليه الطائر. أما والله ليهدّنّ موتك عالما وليفرحنّ عالما ، فهل مرجوّ كمالك؟!
وهل قامت النساء عن مثل مالك؟! فعلى مثله فلتبك البواكي.
إنّا لله وإنّا إليه
راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين ، اللهمّ إنّي أحتسبه عندك ، فإنّ موته من مصائب
الدهر ، فرحم الله مالكا ، فقد وفى بعهده ، وقضى نحبه ، ولقي ربّه ، مع إنّا قد
وطّنّا أنفسنا أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّها أعظم المصيبات» .
وقال عنه أيضا : «لا
ينام أيّام الخوف ، ولا ينكل عن الأعداء ساعات الروع ، حذّار الدوائر ، أشدّ على
الفجّار من حريق النار ، وأبعد الناس من دنس أو عار ، وهو مالك بن الحارث أخو مذحج
... فإنّه سيف من سيوف الله ، لا كليل الظبة ، ولا نابي الضريبة» .
١١. وقال في كتاب له إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي ـ ابن أمّ
المؤمنين أمّ سلمة ، وهي التي أرسلته لنصرة الأمير في الجمل ـ واليه على البحرين :
«ولعمري لقد أحسنت الولاية ، وأدّيت الأمانة ، فأقبل غير ظنين ولا ملوم ، ولا
متّهم ولا مأثوم ، فلقد أردت المسير إلى ظلمة أهل الشام وبقية الأحزاب ، وأحببت أن
تشهد معي لقاءهم ، فإنّك ممّن أستظهر به على جهاد العدوّ ونصر الهدى وإقامة عمود
الدين إن شاء الله» .
١٢. ونظيره ما قاله عليهالسلام لمخنف بن سليم الأزدي ، عامله على أصبهان .
__________________