بأقوال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأفعاله ومراده ، وهم الّذين تربّوا بتربية النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم واهتدوا على يديه وأطاعوه وتابعوه ، فهم أقرب الخلق إليه ،
فهم حملة الدين إلى الناس والقرون اللاحقة ، وحملة سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وحفّاظها ووعاتها والمؤدّين عنه ، وبما نقلوه كمال الدين ،
وثبات حجّة اللهعزوجل على العباد ، فهم الواسطة بين النبيّ وأمّته ، فإنّ الرسول
حقّ ، والقرآن حقّ ، وما جاء به حقّ ، وإنّما أدّى إلينا ذلك كلّه الصحابة ؛
لأنّهم الّذين ناصروا النبيّ على عدوّه وآزروه ، فهم المؤتمنين على دينه.
والناظر المتدبّر
في هذه الصفات التي أوجبوا بها حجّيّة الصحابة ، أو حجّيّة الشيخين ـ على إجمال
وترديد إبهام ما يرمي إليه أهل سنّة الجماعة من معنى الحجّيّة كما أشرنا إليه
مرارا في هذه الحلقات من كون الحجّيّة بمعنى العصمة والإمامة الإلهيّة ، أو بمعنى
العدالة وحجّيّة فتوى المجتهد والفقيه ، أو بمعنى وثاقة وحجّيّة خبر الراوي ـ يلاحظ
أنّ هذه الصفات متوفّرة بدرجة رفيعة سابقة في عليّ عليهالسلام سبقا شاسعا لا يمكن لغيره من الصحابة ـ كأبي بكر وعمر
وغيرهما ـ اللحوق به ، فضلا عن مقايسته بهم.
ولا أجد نفسي
بحاجة إلى تذكير القارئ بتوفّر كلّ تلك الصفات والجهات في عليّعليهالسلام بنحو أسبق وأوفر وأوصل وأنمى وأزكى وأشدّ من بقيّة الصحابة
؛ بعد أن استعرضنا كلامه عليهالسلام ممّا تواتر وقوع مضمونه في مواطن شهيرة في تاريخ الإسلام.
وإلى مثل ذلك يشير
قوله عليهالسلام حين سأله سليم بن قيس الهلالي بأنّه سمع من سلمان والمقداد
وأبي ذرّ شيئا من تفسير القرآن وأحاديث عن نبيّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم غير ما في أيدي الناس ، ثمّ سمع منه عليهالسلام تصديق ما سمع منهم ، ورأى في أيدي الناس أشياء كثيرة من
تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبيّ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يخالفهم فيها عليهالسلام هو والصحابة الموالين له ، ويبطلونها ؛ متعجّبا من كون
الناس يكذبون على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم متعمّدين ، ويفسّرون القرآن بآرائهم؟!!
فقال عليهالسلام :