وصدقا النبي صلىاللهعليهوسلم ، وخليا بيني وبين الصدقة وبين الحكم فيما بينهم ، وكانا لي عونا على من خالفني.
(فصل) وكتب النبي صلىاللهعليهوسلم الى هوادة بن علي الحنفي «صاحب اليمامة» بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى هوذة بن علي سلام على من اتبع الهدى ، واعلم أن ديني سيظهر الى منتهى الخف والحافر ، فاسلم تسلم أجعل لك ما تحت يدك ، وكان عنده اركون دمشق عظيم من عظماء النصارى فسأله عن النبي صلىاللهعليهوسلم؟ وقال قد جاءني كتابه يدعوني الى الاسلام فقال له الاركون لم لا تجيبه؟ فقال : ضننت بديني وأنا ملك قومي ان أتبعته لم أملك ، قال بلى والله لئن اتبعته ليملكنك وان الخيرة لك في اتباعه ، وانه للنبي العربي بشر به عيسى ابن مريم ، والله انه لمكتوب عندنا في الإنجيل.
(فصل) وذكر الواقدي ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث شجاع بن وهب الى «الحارث بن أبي شمر» وهو بغوطة دمشق ، فكتب إليه مرجعه من الحديبية «بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله الى الحرث بن ابي شمر ، سلام على من اتبع الهدى وآمن به وصدق ، واني أدعوك الى ان تؤمن بالله وحده لا شريك له ، يبقى لك ملكك» وختم الكتاب ، فخرج به شجاع بن وهب ، قال فانتهيت الى حاجبه فاجده يومئذ وهو مشغول بتهيئة الانزال والالطاف لقيصر وهو جاء من حمص الى ايليا حيث كشف الله عنه جنود فارس شكرا لله عزوجل ، قال فاقمت على بابه يومين أو ثلاثة ، فقلت لحاجبه : إني رسول رسول الله إليه ، فقال حاجبه لا تصل إليه حتى يخرج يوم كذا وكذا ، وجعل حاجبه وكان روميا اسمه مرى يسألني عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما يدعو إليه فكنت أحدثه فيرق حتى يغلبه البكاء ، ويقول إني قرأت في الإنجيل وأجد صفة هذا النبي بعينه ، فكنت أراه يخرج بالشام فاراه قد خرج بارض العرب ، فانا أومن به وأصدقه وأنا أخاف من الحارث بن أبي شمر أن يقتلني ، قال شجاع فكان هذا الحاجب يكرمني ويحسن ضيافتي ، ويخبرني عن الحارث باليأس منه ، ويقول هو يخاف قيصر ، قال فخرج الحارث يوما وجلس فوضع التاج على رأسه فاذن لي عليه ، فدفعت إليه كتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقرأه ، وقال : من ينتزع مني ملكي؟! أنا سائر إليه ولو