وتطلبهم عيني وهم في سوادها |
|
ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي |
وقال آخر
خيالك في عيني وذكرك في فمي |
|
ومثواك في قلبي فأين تغيب |
وقال آخر
إن قلت غبت فقلبي لا يصدقني |
|
إذ أنت فيه لم تغب |
أو قلت ما غبت قال الطرف ذا كذب |
|
فقد تحيرت بين الصدق والكذب |
وقال آخر
أحسن إليه وهو في القلب ساكن |
|
فيا عجبا لمن يحن لقلبه |
ومن غلظ طبعه وكشف فهمه عن فهم مثل هذا لم يكثر عليه أن يفهم من الفاظ الكتب أن ذات الله سبحانه تحل في الصورة البشرية وتتحد بها وتمتزج بها (تعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا).
وإن قلتم أوجبنا له الإلهية من قول شعيا : «من أعجب الأعاجيب أن رب الملائكة سيولد من البشر» قيل لكم هذا مع أنه يحتاج إلى صحة هذا الكلام عن شعيا وأنه لم يحرف بالنقل من ترجمة إلى ترجمة وأنه كلام منقطع عما قبله وبعده ببينة ، فهو دليل على أنه مخلوق مصنوع ، وإنه ابن البشر مولود منه ، لا من الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد؟!
وإن قلتم جعلناه إلها من قول متى في إنجيله : «إن ابن الإنسان يرسل ملائكته ويجتمعون كل الملوك فيلقونهم في اتون النار» .. قيل هذا كالذي قبله سواء ، ولم يرد أن المسيح هو رب الأرباب ولا أنه خالق الملائكة ، وحاش الله أن يطلق عليه أنه رب الملائكة بل هذا من أقبح الكذب والافتراء ، بل رب الملائكة أوصى الملائكة بحفظ المسيح وتأييده ونصره بشهادة لوقا النبي القائم عندهم : «إن الله يوصي ملائكته بك ليحفظوك» ثم بشهادة لوقا : «إن الله أرسل له ملكا من السماء ليقويه» هذا الذي نطقت به الكتب ، فحرف الكذابون على الله وعلى مسيحه ذلك ، ونسبوا إلى الأنبياء أنهم قالوا هو رب الملائكة. وإذا