(فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ) : أي لا يحبطها ولا يبطلها.
(سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ) : أي سيوفقهم إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم ويصلح شأنهم.
(وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ) : أي ويدخلهم يوم القيامة الجنة بينها لهم فعرفوها بما وصفها لهم في كتابه وعلى لسان رسوله صلىاللهعليهوسلم.
(إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ) : أي في دينه ورسوله وعباده المؤمنين.
(يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) : أي على عدوكم ويثبت أقدامكم في المعارك.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ) : أي تعسوا تعسا أي هلاكا وخيبة لهم.
(وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) : أي احبطها وأبطلها فلم يحصلوا بها على طائل.
(ذلِكَ) : أي الضلال والتعس.
(بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) : أي من القرآن المشتمل على أنواع الهدايات والاصلاحات.
(فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) : أي أبطلها وأضلها فلا ينتفعون بها لا في الدنيا ولا في الآخرة.
معنى الآيات :
لقد تقدم أن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد أضل أعمالهم وذلك لكفرهم وصدهم عن سبيل الله إذا كان الأمر كذلك فليقاتلوا لانهاء كل من المفسدتين كفرهم وصدهم غيرهم عن الإسلام وهذا ما دل عليه قوله تعالى (فَإِذا لَقِيتُمُ (١) الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ) أي (٢) فاضربوا رقابهم ضربا يفصل الرأس عن الجسد وواصلوا قتالهم (حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ) أي أكثرتم فيهم القتل ، (فَشُدُّوا الْوَثاقَ) أي (٣) احكموا ربط الأسرى بوضع الوثاق وهو الحبل في أيديهم وأرجلهم حتى لا يتمكنوا من قتلكم ولا الهرب منكم وبعد ذلك أنتم وما يراه إمامكم من المصلحة العليا فإن رأى المن فمنوا عليهم مجانا بلا مقابل ، وإما تفادونهم فداء بمال ، أو برجال ، وستظل تلك حالكم قتل وأخذ وأسر ثم من وعفو مجاني ، أو فداء بعوض ومقابل إلى أن تضع الحرب أوزارها أي اثقالها من عدد وعتاد حربي ، وذلك لوصولكم إلى الغاية من الحرب وهي أن يسلم الكافر ، أو يدخل في ذمة المسلمين ، وهو معنى قوله تعالى في سورة البقرة (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ
__________________
(١) الفاء للتفريع أي : تفريع هذا الكلام على ما قبله ، والمقصود تهوين شأن الكافرين في قلوب المسلمين ، وإغراء المسلمين بقطع دابر الكافرين و (فَإِذا) : ظرفية شرطية ، وجوابها : (فَضَرْبَ الرِّقابِ) واللقاء معناه المقابلة في ساحة الحرب.
(٢) (فَضَرْبَ) : نصب ضرب على المفعولية المطلقة أي : فاضربوا الرقاب ضربا ، والجملة كناية عن قتل المشركين في ساحة المعركة سواء كان الضرب بالسيف أو الرمح أو السهام ، فصارت هذه الجملة لما تحمله من معاني الأخذ بالشدة كأنها مثل سائر.
(٣) (الْوَثاقَ) بفتح الواو ، ويجوز كسرها الشيء الذي يوثق به وهو كناية عن الأسر إذ الأسر يستلزم وضع الإسار في يد الأسير ليقاد به.