(٦) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠))
شرح الكلمات :
(وَضُحاها) : أي ونهارها
(إِذا تَلاها) : أي تلا الشمس فطلع بعد غروبها مباشرة وذلك ليلة النصف من الشهر.
(إِذا جَلَّاها) : أي إذا أضاءها.
(إِذا يَغْشاها) : أي غشى الشمس حتى تظلم الآفاق.
(وَما بَناها) : أي ومن بناها وهو الله عزوجل حيث جعل السماء كالسقف للأرض.
(وَما طَحاها) : أي ومن بسطها وهو الله عزوجل.
(وَما سَوَّاها) : أي ومن سوى خلقها وعدله وهو الله عزوجل.
(فَأَلْهَمَها فُجُورَها) : أي فبين لها ما ينبغي لها أن تأتيه أو تتركه من الخير والشر.
(أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) : أي فاز بالنجاة من النار ودخول الجنة من طهر نفسه من الذنوب والآثام.
(وَقَدْ خابَ) : أي خسر في الآخرة نفسه وأهله يوم القيامة.
(مَنْ دَسَّاها) : أي دسى نفسه إذا أخفاها وأخملها بالكفر والمعاصي واصل دسها دسسها فأبدلت إحدى السينين ياء.
معنى الآيات :
قوله تعالى (وَالشَّمْسِ (١) وَضُحاها) (٢) إلى قوله (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) تضمنت هذه الآيات العشر قسما إلهيا من أعظم الأقسام ومقسما عليه وهو جواب القسم ومقسما لهم وهم سائر الناس فالقسم كان بما يلي بالشمس وضحاها وبالقمر إذا تلاها أي تلا الشمس إذا طلع بعد غروبها وذلك ليلة النصف من الشهر وبالنهار إذا جلاها إذا أضاء فكشف الظلمة أو الدنيا ، وبالليل إذا يغشاها أي يغشى الشمس حتى تظلم الآفاق وبالسماء وما بناها (٣) على أن ما تكون غالبا لغير العالم وقد تكون للعالم
__________________
(١) افتتحت بالقسم للتشويق إلى أخبارها ولم يقسم الله تعالى على شيء كما أقسم على جواب هذا القسم وهو حكم تقرير مصير الإنسان في الحياة الآخرة.
(٢) الضحى هو وقت ارتفاع الشمس مقدار رمح عن سطح الأرض فيما يرى الرائي إلى قبيل الزوال بربع ساعة تقريبا. وفيه تقع صلاة الضحى.
(٣) جائز أن تكون (ما) في الجمل الثلاثة (وَما بَناها وَما طَحاها وَما سَوَّاها) مصدرية فيكون الإقسام بالسماء وبنائها والأرض وطحوها ، والنفس وتسويتها إلا أن ما في التفسير وهو اختيار ابن جرير أولى إذ هو إقسام بالرب تعالى.