لا يَرْجُونَ حِساباً (٢٧) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (٢٨) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (٢٩) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (٣٠))
شرح الكلمات :
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) : أي الفصل بين الخلائق ليجزي كل امرىء بما كسب.
(كانَ مِيقاتاً) : أي ذا وقت محدد معين لدى الله عزوجل فلا يتقدم ولا يتأخر.
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) : أي يوم ينفخ اسرافيل في الصور.
(فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) : أي تأتون أيها الناس جماعات جماعات إلى ساحة فصل القضاء.
(وَفُتِحَتِ السَّماءُ) : أي لنزول الملائكة.
(وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ) : أي ذهب بها من أماكنها.
(فَكانَتْ سَراباً) : أي مثل السراب فيتراءى ماء وهو ليس بماء فكذلك الجبال.
(إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً) : أي راصدة لهم مرصدة للظالمين مرجعا يرجعون إليها.
(لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) : أي دهورا لا نهاية لها.
(لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً) : أي نوما ولا شرابا مما يشرب تلذذا به إذ شرابهم الحميم.
(وَغَسَّاقاً) : أي ما يسيل من صديد أهل النار ، جوزوا به عقوبة لهم.
(جَزاءً وِفاقاً) : إذ لا ذنب أعظم من الكفر ، ولا عذاب أعظم من النار.
(كِذَّاباً) : أي تكذيبا.
(فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً) : أي فوق عذابكم الذي أنتم فيه.
معنى الآيات :
بعد أن ذكر تعالى آيات قدرته على البعث والجزاء الذي أنكره المشركون واختلفوا فيه ذكر في هذه الآيات عرضا وافيا للبعث الآخر وما يجري فيه ، وبدأ بذكر الأحداث للانقلاب الكوني ، ثم ذكر جزاء الطاغين تفصيلا فقال عزوجل (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) أي بين الخلائق (كانَ مِيقاتاً) (١) لما أعد الله للمكذبين بلقائه الكافرين بتوحيده المنكرين لرسالة نبيه فيه ، يجزيهم الجزاء الأوفى ، ثم ذكر تعالى أحداثا تسبقه فقال (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) أي يوم ينفخ إسرافيل نفخة البعث وهي الثانية (فَتَأْتُونَ) أيها الناس (أَفْواجاً) أي جماعات. (وَفُتِحَتِ السَّماءُ) أي انشقت (فَكانَتْ أَبْواباً) لنزول الملائكة منها (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) هباء منبثا كالسراب في نظر الرائي. وقوله تعالى
__________________
(١) قال القرطبي : أي وقتا مجمعا للأولين والآخرين لما وعد الله من الجزاء وسمي بيوم الفصل لأن الله تعالى يفصل فيه بين الخلائق.