شرح الكلمات :
(جُنْدٌ لَكُمْ) : أي أعوان لكم.
(مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ) : أي غيره تعالى يدفع عنكم عذابه.
(إِنِ الْكافِرُونَ) : أي ما الكافرون.
(إِلَّا فِي غُرُورٍ) : غرهم الشيطان بأن لا عذاب ينزل بهم.
(إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ) : أي إن أمسك الرحمن رزقه؟ لا أحد غير الله يرسله.
(بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) : أي إنهم لم يتأثروا بذلك التبكيت بل تمادوا في التكبر والتباعد عن الحق.
(أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا) : أي واقعا على وجهه.
(أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا) : أي مستقيما.
(وَالْأَفْئِدَةَ) : أي القلوب.
(قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) : أي شكركم قليل.
(ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ) : أي خلقكم في الأرض وإليه تحشرون لا إلى سواه.
(مَتى هذَا الْوَعْدُ) : أي الذي تعدوننا به وهو يوم القيامة.
(قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ) : أي علم مجيئه عند الله لا غير.
(فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً) : أي لما رأوا العذاب قريبا منهم في عرصات القيامة.
(سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) : أي تغيرت مسودة.
(هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) : أي هذا العذاب الذي كنتم بإنذاره تكذبون وتطالبون به تحديا منكم.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في مطلب هداية كفار قريش فقال تعالى مخاطبا لهم (أَمَّنْ هذَا الَّذِي (١) هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ؟) أي من هذا الذي هو جند لكم أيها المشركون بالله تعالى ينصركم من دون الرحمن إن أراد الرحمن بكم سوءا فيدفعه عنكم. وقوله تعالى (إِنِ الْكافِرُونَ (٢) إِلَّا فِي غُرُورٍ) أي ما الكافرون إلا في غرور أوقعهم الشيطان فيه زين لهم الشرك ووعدهم ومناهم
__________________
(١) (أَمَّنْ) هي (أم) المنقطعة المقدرة ببل ومن الاستفهامية أدغمت في ميم أم فصارت أمن والاستفهام للتبكيت والتأنيب والاضراب الانتقالي إذ تنقل من توبيخهم على عدم التأمل فيما يشاهدونه من أحوال الطير المنبئة عن آثار قدرة الله ورحمته إلى التبكيت بضعفهم وقلة الناصر لهم سوى الرحمن الذي يكفرون به.
(٢) الجملة معترضة مقررة لما قبلها والالتفات فيها من الخطاب إلى الغيبة لاقتضاء حالهم الإعراض عنهم والإظهار في موضع الإضمار إذ قال إن الكافرون ، ولم يقل إن هم إلا في غرور لذمهم بالكفر وتعليل غرورهم به.