وقوله تعالى (فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا) فأثبت الصلح وقرره لأنه لو كان قتال ولم يكن صلح لهلك المؤمنون بمكة والمؤمنات بالحرب وتحصل بذلك معرة كبرى للمسلمين الذين قتلوا اخوانهم في الإسلام هذا من بعض الأمور التي اقتضت الصلح وترك القتال وقوله (فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً) الصلح (١) فتح ، وفتح خيبر فتح ، وفتح مكة فتح ، وكلها من الفتح القريب. وقوله (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ) أي محمد (بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ) أي الإسلام فكيف إذا لا يصدقه رؤياه كما ظن البعض (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) على أنك يا محمد مرسل بما ذكر تعالى من الهدى والدين الحق وإظهاره على الدين كله بنسخ الحق الذي فيه وابطال الباطل الذي ألصق به. أو بتسليط المسلمين على قهر وحكم أهل تلك الأديان الباطلة وقد حصل من هذا شىء كبير.
هداية الآيتين :
من هداية الآيتين :
١ ـ تقرير أن رؤيا الأنبياء حق.
٢ ـ تعبير الرؤيا قد يتأخر سنة أو أكثر.
٣ ـ مشروعية الحلق والتقصير للتحلل من الحج أو العمرة وإن الحلق أفضل لتقدمه.
٤ ـ مشروعية قول إن شاء الله في كل قول أو عمل يراد به المستقبل.
٥ ـ الإسلام هو الدين الحق وما عداه فباطل.
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٢٩))
__________________
(١) ومن أنواع الفتح القريب ما تم بالهدنة من دخول الناس في الإسلام إذ أصبح الناس آمنين فيتصلون بالمؤمنين ويتعرفون إلى الإسلام ويدخلون فيه ، فدخل في الإسلام أعداد هائلة في هذه الهدنة.