٥ ـ الخوف الطبيعي لا يلام عليه فموسى عليهالسلام قد خاف (١) خوفا أدى به إلى الالتجاء إلى ربه بالدعاء فدعاه واستجاب له ولله الحمد والمنة.
(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ (٢٢) وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣) فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (٢٤))
شرح الكلمات :
(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ) : أقبل بوجهه جهة مدين التي هي مدينة شعيب.
(عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) : أرجو ربي أن يهدني وسط الطريق حتى لا أضل فأهلك فاستجاب الله له وهداه إلى سواء السبيل ووصل مدين.
(وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) : انتهى إلى بئر يسقى منها أهل مدين.
(يَسْقُونَ) : أي مواشيهم من بقر وابل وغنم.
(تَذُودانِ) : أي أغنامهما منعا لهما من الماء حتى تخلو الساحة لهما خوف الاختلاط بالرجال الأجانب لغير ضرورة.
(قالَ ما خَطْبُكُما) : قال موسى للمرأتين اللتين تذودان ما خطبكما أي ما شأنكما.
__________________
(١) من قوله : (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ).