اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١) وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢))
شرح الكلمات :
(أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ) : أي تعم المجتمع وتنتشر فيه والفاحشة هي الزنا.
(وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) : جواب لو لا محذوف تقديره : لعاجلكم بالعقوبة أيها العصبة.
(خُطُواتِ الشَّيْطانِ) : نزغاته ووساوسه.
(ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً) : أي ما طهر ظاهره وباطنه وهي خلو النفس من دنس الإثم.
(وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ) : أي ولا يحلف صاحب الفضل منكم وهو أبو بكر الصديق رضى الله عنه.
(وَالسَّعَةِ) : أي سعة الرزق والفضل والإحسان إلى الغير.
معنى الآيات :
ما زال السياق في عتاب المؤمنين الذين خاضوا في الإفك فقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ (١) أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ) أي تنتشر وتشتهر (فِي الَّذِينَ آمَنُوا) أي في المؤمنين (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا) بإقامة حد القذف عليهم وإسقاط عدالتهم وفي الآخرة إن لم يتوبوا بإدخالهم نار جهنم ، وكفى بهذا الوعد زاجرا ورادعا وقوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) أي ما يترتب على حب إشاعة الفاحشة بين المؤمنين من الآثار السيئة فلذا توعد من يحبها بالعذاب الأليم في الدارين ، وأوجب رد الأمور إليه تعالى وعدم الاعتراض على ما يشرع وذلك
__________________
(١) روي أنه صلىاللهعليهوسلم قال : (أيما رجل شد عضد امرىء من الناس في خصومة لا علم له بها فهو في سخط الله حتى ينزع ، وأيما رجل قال شفاعة دون حد من حدود الله أن يقام فقد عاند الله وأقدم على سخطه وعليه لعنة الله تتتابع إلى يوم القيامة ، وأيما رجل أشاع على رجل مسلم كلمة وهو منها بريء أن يشقيه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يرميه بها في النار ، ثم تلا مصداقه من كتاب الله : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ) الآية.