(أَوْزاراً) : أي أحمالا من حلي نساء الأقباط وثيابهن.
(فَقَذَفْناها) : أي القيناها في الحفرة بأمر هارون عليهالسلام.
(أَلْقَى السَّامِرِيُ) : السامري هو موسى بن ظفر من قبيلة (١) سامرة الإسرائيلية ، وما ألقاه هو التراب الذي أخذه من تحت حافر فرس جبريل ألقاه أي قذفه على الحلي.
(عِجْلاً جَسَداً) : أي ذا جثة
(لَهُ خُوارٌ) : الخوار صوت البقر
(فَنَسِيَ) : أي موسى ربه هنا وذهب يطلبه.
(أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً) : أنه لا يكلمهم إذا كلموه لعدم نطقه بغير الخوار.
معنى الآيات :
بعد أن نجى الله تعالى بني إسرائيل من فرعون وملائه حيث اجتاز بهم موسى البحر وأغرق الله فرعون وجنوده أخبرهم موسى أن ربه تعالى قد أمره أن يأتيه ببني اسرائيل وهم في طريقهم إلى أرض المعاد إلى جبل الطور ليؤتيهم التوراة فيها شريعتهم ونظام حياتهم دنيا ودينا وأنه واعدهم جانب الطور الأيمن ، واستعجل (٢) موسى في المسير إلى الموعد فاستخلف أخاه هارون على بني اسرائيل ليسير بهم وراء موسى ببطء حتى يلحقوا به عند جبل الطور ، وحدث أن بني إسرائيل فتنهم السامري بصنع العجل ودعوتهم إلى عبادته وترك المسير وراء موسى عليهالسلام فقوله تعالى : (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى) هو سؤال من الله تعالى لموسى ليخبره بما جرى لقومه بعده وهو لا يدري فلما قال تعالى لموسى : (وَما أَعْجَلَكَ) عن المجىء وحدك دون بني إسرائيل مع ان الأمر أنك تأتي معهم أجاب موسى بقوله
__________________
(١) نفى بعضهم أن تكون هناك قبيلة من بني اسرائيل تدعى السامرة وإنما السامرة أمة من سكان فلسطين في جهة نابلس قبل أن تكون فلسطين لبني اسرائيل ، ثم امتزجوا ببني اسرائيل لما دخلوها واتبعوا معهم شريعة موسى ، وبما أن السامري كان في مصر جائز أن يكون من قرية بمصر تسمى سامرة ، والمراد من هذا أن السامري لم يكن من بني اسرائيل أصلا ومحتدا ثم بمرور الأيام وجدت طائفة من بني اسرائيل تدعى السامرية ، وهي عبارة عن طريقة ضالة تنتمي إلى شريعة التوراة وهي منحرفة فنشأت عن فتنة السامري الأولى كالطرق المنحرفة لدى المسلمين.
(٢) لهذا الاستعجال لامه ربّه وعتب عليه في قوله : (وما أعجلك من قومك يا موسى) حتى تركتهم وجئتنا وحدك ، وقد ترتب على هذا الاستعجال شرّ كبير باتخاذ بني اسرائيل عجلا عبدوه دون الله تعالى ، ولذا قيل : تأنّ ففي العجلة الندامة وفي التأني السلامة.