الحلال إلى الحرام وبالأسراف في تناوله وبعدم شكر الله تعالى ، وقوله تعالى : (فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) أي أن أنتم طغيتم فيه. (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي) أي ومن يجب عليه غضبي (فَقَدْ هَوى) أي في قعر جهنم وهلك.
وقوله تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) (١) يعدهم تعالى بأن يغفر لمن تاب منهم ومن غيرهم فآمن وعمل صالحا أي أدى الفرائض واجتنب المناهي ثم استمر على ذلك ملازما له حتى مات.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ تقرير النبوة المحمدية إذ مثل هذا القصص لا يقصه إلا بوحي إليه إذ لا سبيل إلى معرفته إلا من طريق الوحي الإلهي.
٢ ـ آية انفلاق البحر ووجود طريق يابس فيه لبني إسرائيل حتى اجتازوه دالة على جود الله تعالى وقدرته وعلمه ورحمته وحكمته.
٣ ـ تذكير اليهود المعاصرين للدعوة الإسلامية بإنعام الله تعالى على سلفهم لعلهم يشكرون فيتوبون فيسلمون.
٤ ـ تحريم الإسراف والظلم ، وكفر النعم.
٥ ـ الغضب صفة لله تعالى كما يليق ذلك بجلاله وكماله لا كصفات المحدثين.
(وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى (٨٣) قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى (٨٤) قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (٨٥) فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ
__________________
(١) ثم اهتدى بأن لزم طريق الهداية حتى مات على ذلك أما من تاب وعمل صالحا ثم ضل بعد ذلك ومات على ضلالة ، فلا يناله هذا الوعد ففي قوله : (ثُمَّ اهْتَدى) احتراس ممن يتوب ثم يعود فيموت على غير هداية.