للسحرة (آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ) بذلك (إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ) (١) أي معلمكم العظيم (الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ) فتواطأتم معه على الهزيمة. (فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ) تعذيبا وتنكيلا فاقطع يمين أحدكم مع يسرى رجليه ، أو العكس (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ (٢) فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) أي لأشدنكم على أخشاب النخل واترككم معلقين عبرة ونكالا لغيركم (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى) أي أدومه : رب موسى الذي آمنتم به أو أنا «فرعون عليه لعائن الله»
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ الشعور بالخوف والإحساس به عند معاينة أسبابه لا يقدح في الإيمان.
٢ ـ تقرير أن ما يظهر السحرة من تحويل الشيء إلى آخر إنما هو مجرد تخييل لا حقيقة له.
٣ ـ حرمة السحر لأنه تزوير وخداع.
٤ ـ قوة تأثير المعجزة في نفس السحرة لما ظهر لهم من الفرق بين الآية والسحر.
٥ ـ شجاعة المؤمن لا يرهبها خوف بقتل ولا بصلب.
(قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (٧٢) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (٧٣) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ
__________________
(١) أراد فرعون بقوله هذا التشبيه على الناس والتمويه حتى لا يتبعوا السحرة فيؤمنوا كإيمانهم لا أنّ موسى استاذهم في السحر وأنه أحذق منهم له وأعلم منهم به.
(٢) حروف الجر تتناوب ، والفاء هنا : (في جذع النخل) بمعنى : على. قال الشاعر :
هم صلبوا العبديّ في جذع نخلة |
|
فلا عطست شيبان إلّا بأجدعا |