تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى (٧٦))
شرح الكلمات :
(لَنْ نُؤْثِرَكَ) : أي لن نفضلك ونختارك.
(وَالَّذِي فَطَرَنا) : أي خلقنا ولم نكن شيئا.
(فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) : أي اصنع ما قلت إنك تصنعه بنا.
(وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى) : أي خير منك ثوابا إذا أطيع وأبقى منك عذابا إذا عصى.
(مُجْرِماً) : مجرما أي على نفسه مفسدا لها بآثار الشرك والكفر والمعاصي.
(جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى) : أي ثواب من تتطهر من آثار الشرك والمعاصي وذلك بالإيمان والعمل الصالح.
معنى الآيات :
ما زال السياق مع فرعون والسحرة المؤمنين انه لما هددهم فرعون بالقتل والصلب على جذوع النخل لإيمانهم بالله وكفرهم به وهو الطاغوت قالوا له ما أخبر تعالى به عنهم في هذه الآية (٧٢) (قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ) يا فرعون (عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ) الدلائل والحجج القاطعة على أن (١) رب موسى وهارون هو الرب الحق الذي تجب عبادته وطاعته فلن نختارك على الذي خلقنا فنؤمن بك ونكفر به لن يكون هذا أبدا واقض ما أنت عازم على قضائه علينا من القتل والصلب. (إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا) في هذه الحياة الدنيا لما لك من السلطان فيها أما الآخرة فسوف يقضى عليك فيها بالخلد في العذاب المهين.
وأكدوا إيمانهم في غير خوف ولا وجل فقالوا : (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا) أي خالقنا ورازقنا ومدبر أمرنا (لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا) أي ذنوبنا ، (وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ) أي من تعلمه والعمل به ، ونحن لا نريد ذلك ولا شك أن فرعون كان قد ألزمهم بتعلم السحر والعمل به من أجل محاربة موسى وهارون لما رأى من معجزة العصا واليد. وقولهم (وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى)
__________________
(١) روي أن آسيا امرأة فرعون لما بدأت المباراة قالت لهم : أخبروني عمّن يغلب فأخبرت أن موسى وهرون غلبا فقالت :
آمنت بربّ موسى وهرون. فأمر فرعون بأعظم صخرة فإذا أصرّت على قولها فألقوها عليها فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء فرأت منزلها في الجنة بعد أن قالت (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) وخرجت روحها فألقيت عليها الصخرة وهي جسد لا روح فيها استجاب الله لها عليهاالسّلام.