الْأَمْنُ) أي في الدنيا والآخرة (وَهُمْ مُهْتَدُونَ) في حياتهم إلى طريق سعادتهم وكمالهم وهو الإسلام الصحيح ثم قال تعالى : (وَتِلْكَ (١) حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ) إشارة إلى ما سبق من محاجة ابراهيم قومه ودحض باطلهم وإقامة الحجة عليهم. وقوله (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ) تقرير لما فضّل به إبراهيم على غيره من الإيمان واليقين والعلم المبين. ثم علل تعالى لذلك بقوله : (إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ). حكيم في تدبيره عليم بخلقه.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ مشروعية جدال المبطلين والمشركين لإقامة الحجة عليهم علهم يهتدون.
٢ ـ بيان ضلال عقول أهل الشرك في كل زمان ومكان.
٣ ـ التعجب من حال مذنب لا يخاف عاقبة ذنوبه.
٤ ـ أحق العباد بالأمن من الخوف من آمن بالله ولم يشرك به شيئا.
٥ ـ تقرير معنى (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ).
(وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٤) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٥) وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلاًّ فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ (٨٦) وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٨٧))
__________________
(١) ما هي تلك الحجة؟ هل هي جميع احتياجاته التي حاجهم بها فغلبهم وهذا هو الظاهر ، وقيل هي قوله لهم : أما تخاف أن تخبلك آلهتنا لسبك إياها : قال لهم أفلا تخافون أنتم منها إذ سويتم بين الصغير والكبير في العبادة والتعظيم فيغضب الكبير فيخبلكم.