بالسابقين فقال (فَأُولئِكَ مِنْكُمْ) وقوله تعالى (وَأُولُوا (١) الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) أي في الارث وبها نسخ التوارث بالهجرة والمعاقدة ، واستقر الإرث بالمصاهرة والولاء ، والنسب إلى يوم القيامة ، وقوله تعالى (فِي كِتابِ اللهِ) أي في حكمه وقضائه المدون في اللوح المحفوظ ، وقوله (إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) هذه الجملة تحمل الوعد والوعيد الوعد لأهل الإيمان والطاعة ، والوعيد لأهل الشرك والمعاصي.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان تفاوت المؤمنين في كمالاتهم وعلو درجاتهم عند ربهم.
٢ ـ أكمل المؤمنين الذين جمعوا بين الإيمان والهجرة والجهاد وسبقوا لذلك وهم المهاجرون الأولون والذين جمعوا بين الإيمان والإيواء والنصرة والجهاد وهم الأنصار.
٣ ـ دون ذلك من آمنوا وهاجروا وجاهدوا ولكن بعد صلح الحدبيبة.
٤ ـ وأدنى أصناف المؤمنين من آمنوا ولم يهاجروا وهؤلاء على خطر عظيم.
٥ ـ وجوب نصرة المؤمنين بموالاتهم ومحبتهم ووجوب معاداة الكافرين وخذلانهم وبغضهم.
٦ ـ نسخ التوارث بغير المصاهرة والنسب والولاء.
سورة التّوبة
مدنية
وآياتها مائة وثلاثون آية
(بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١)
__________________
(١) أولوا : واحدها ذو ، والرحم مؤنثة والجمع أرحام وهي مقر الولد في البطن والمراد بأولي الأرحام هنا : العصبات كالآباء والأبناء والإخوة والأعمام وأصحاب الفروض وهم الجد والأب والأم والبنت والأخت والزوجة يشهد لهذا قوله صلىاللهعليهوسلم : (ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولي رجل ذكر) أما أولوا الأرحام المختلف في إرثهم فهم : أولاد البنات وأولاد الاخوات وبنات الأخ ، والعمة والخالة والعم أخو الأب لأم والجد أبو الأم والجدة أم الأم. هذا ومن أهل العلم كابن كثير وغيره من أبقى اللفظ على ظاهره فجعل المراد من أولي الأرحام : القرابة الناشئة عن الأمومة على خلاف ما قدّمناه عن القرطبي من أنّ المراد بأولي الأرحام العصبات دون المولودين بالرحم ، وعلى رأي ابن كثير أن الآية ليست واردة في التوارث كما هو رأي مالك وإنما هي في الموالاة والنصرة.