شرح الكلمات :
(وَهَبْنا لَهُ) : أعطيناه تكرما منا وإفضالا.
(إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) : اسحاق بن إبراهيم الخليل ويعقوب ولد إسحاق ويلقب بإسرائيل.
(كُلًّا هَدَيْنا) : أي كل واحد منهما هداه إلى صراطه المستقيم.
(وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ) : أي ذرية إبراهيم.
(داوُدَ وَسُلَيْمانَ) : داود الوالد وسليمان الولد وكل منهما ملك ورسول.
(وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى) : زكريا الوالد ويحيى الولد وكل منهما كان نبيا رسولا.
(عَلَى الْعالَمِينَ) : أي عالمي زمانهم لا على الإطلاق ، لأن محمدا صلىاللهعليهوسلم أفضل الأنبياء.
ومن ذرياتهم : أي من بعض الآباء والذرية والإخوة لا الجميع.
(اجْتَبَيْناهُمْ) : اخترناهم للنبوة والرسالة وهديناهم إلى الإسلام.
معنى الآيات :
بعد أن ذكر تعالى ما آتى إبراهيم خليله من قوة الحجة والغلبة على أعدائه ذكر منّة أخرى منّ بها عليه وهي أنه وهبه (١) اسحق ويعقوب بعد كبر سنه ، اسحق الولد ويعقوب الحفيد وأنه تعالى هدى كلا منهم الوالد والولد والحفيد ، كما أخبر تعالى أنه هدى من قبلهم نوحا ، وهدى من ذريته (٢) أي إبراهيم ، وإن كان الكل من ذرية نوح ، أي هدى من ذرية إبراهيم داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون ، (٣) وأشار تعالى إلى أنهم كانوا محسنين ، فجزاهم جزاء المحسنين والإحسان هو الإخلاص في العمل وأداؤه على الوجه الذي يرضي الرب تبارك وتعالى مع الإحسان العام لسائر المخلوقات بما يخالف الإساءة إليهم في القول والعمل. هذا ما دلت عليه الآية الأولى (٨٤) وأما الآية الثانية (٨٥) فقد ذكر تعالى أنه هدى كذلك إلى حمل رسالته والدعوة إليه والقيام بواجباته وتكاليف شرعه كلا من زكريا ويحيى وعيسى وإلياس ، وأخبر أن كل واحد منهم كان من الصالحين الذين يؤدون حقوق الله كاملة وحقوق
__________________
(١) أي جزاء صبره وحجاجه وبذله نفسه في سبيل نصرة دين ربه كافأه الله عزوجل بأن وهبه من الذرية الصالحة.
(٢) يصح عود الضمير على نوح كما يصح عوده على ابراهيم قاله غير واحد من أهل التفسير لأن ذكرها قد مرّ معا.
(٣) قال ابن عباس : هؤلاء الأنبياء جميعا مضافون إلى ذرية ابراهيم وإن كان منهم من لم تلحقه ولادة من جهته لا من جهة الأب ولا الأم لأن لوطا ابن أخ ابراهيم وعدّ عيسى من ذريته وهو ابن البنت من هنا ذهب الشافعي وأبو حنيفة إلى أن من وقف وقفا على ولده وولد ولده دخل فيه ولد بناته لأن لفظ الولد يشمل الذكر والانثى كما يشمل عيسى عليهالسلام وهو ولد البنت لا غير.