(من الملوك لا) من (الخلفاء ، واختلف مشايخنا ((١) رضي الله عنهم (١)) في إمامته) أي : إمامة معاوية (بعد وفاة علي) رضي الله عنهما ، (فقيل : صار إماما) انعقدت له البيعة ، (وقيل : لا) أي : لم يصر إماما ، (لقوله عليه الصلاة والسلام : «الخلافة بعدي ثلاثون سنة (٢) ، ثم تصير ملكا عضوضا») كذا أورده المصنف ، و «العضوض» فسره الأزهري في «تهذيب اللغة» بأنه الذي فيه عسف وظلم ، كأنه يعضّ على الرعايا (٣).
والحديث في السنن رواه أبو داود والترمذي والنسائي ، لكن بغير هذا اللفظ ، وأقرب الألفاظ إليه لفظ رواية الترمذي من حديث سفينة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكا عضوضا (٤)» (٥).
(وقد انقضت الثلاثون بوفاة الإمام (٦) علي رضي الله عنه) وهذا تقريب ، فإن عليا رضي الله عنه توفي في شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، والأكثر على أنه في سابع عشرة ، ووفاة النبي صلىاللهعليهوسلم سنة إحدى عشرة في ربيع الأول ، والأكثر على أنها في ثاني عشرة ، فبينهما دون الثلاثين بنحو نصف سنة ، وتمت ثلاثين بمدة خلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما.
(وينبغي أن يحمل قول من قال بإمامته) أي : إمامة (٧) معاوية (عند وفاة علي على ما بعده) أي : بعد زمن وفاة علي رضي الله عنه (بقليل) هو نحو نصف سنة كما ذكرنا ، وذلك (عند تسليم الحسن) الأمر (له) أي : لمعاوية.
وقصة تسليمه له في صحيح البخاري عن الحسن البصري رضي الله عنه قال : «استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال ، فقال عمرو بن العاص لمعاوية : إني لأرى كتائب لا تولي حتى يقتل أقرانها ، فقال له معاوية : وكان والله خير الرجلين ، أي : عمرو ، إن قتل هؤلاء هؤلاء ، وهؤلاء هؤلاء ، من
__________________
(١) سقط من (ط).
(٢) ليست في (ط).
(٣) انظر : تهذيب اللغة ١ / ٧٥. ونص كلام الجوهري : ملك عضوض : شديد فيه عسف وعنف.
(٤) ليست في (م).
(٥) رواه أبو داود في السنة برقم ٤٦٤٦ و ٤٦٤٧ ، بلفظ «خلافة النبوة ...» ، ورواه الترمذي في كتاب الفتن برقم ٢٢٣١ وقال : حديث حسن.
(٦) في (م) : سيدنا.
(٧) ليست في (ط).