أن
يقدم على القوم أفضلهم علما وقراءة وخلقا وورعا ، فثبت) بمجموع ما ذكر (أنه كان أفضل الصحابة) رضي الله عنهم.
(وصح
من حديث ابن عمر في صحيح البخاري قال : «كنا في زمن النبي صلىاللهعليهوسلم لا نعدل بأبي بكر
أحدا ثم عمر ثم عثمان ، ثم نترك أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم لا نفاضل بينهم» ).
وفي رواية للبخاري
: «كنا
نخير بين الناس في زمان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ،
نخير أبا بكر ثم عمر ثم عثمان» ، وفي رواية لأبي داود : «كنا نقول ورسول الله صلىاللهعليهوسلم حي
: أفضل أمة النبي صلىاللهعليهوسلم ،
بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان» ، زاد الطبراني : «فيبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلا
ينكره» .
(وصح
فيه) أي : في صحيح
البخاري أيضا (من
حديث محمد بن الحنفية ، قلت لأبي :) يعني : عليا رضي الله عنه (أي الناس خير بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : أبو بكر ،
قلت : ثم من؟ ، قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول : عثمان ، قلت : ثم أنت؟ قال : «ما
أنا إلا واحد من المسلمين ،
فهذا على نفسه) رضي الله عنه (مصرح
بأن أبا بكر أفضل الناس) أي بعد النبيين.
(وأفاد
بعض ما ذكرنا) وهو الأول والثاني (تفضيل
أبي بكر وحده على الكل ، وفي بعضه) وهو الثالث والرابع (ترتيب الثلاثة) في الفضل.
(ولما
أجمعوا) يعني الصحابة رضي
الله عنهم (على
تقديم علي بعدهم) أي : بعد الثلاثة ؛ أبي بكر وعمر وعثمان ، (دلّ) إجماعهم (على
أنه كان أفضل من بحضرته) من الصحابة ، أي : من كان موجودا منهم وقت تقديمه ، (وكان منهم) أي : من الذين بحضرته (الزبير ، وطلحة) من العشرة المبشرين بالجنة ، وإنما لم يذكر سعد بن أبي
وقاص ولا سعيد بن زيد مع وجودهما إذ ذاك ؛ لأن طلحة والزبير كان لهما من التقدم
على غيرهما ما اقتضى أن عرضت عليهما المبايعة بعد مقتل عثمان رضي الله عنهم أجمعين
، (فثبت) بذلك (أنه
كان أفضل الخلق بعد
__________________