(والصلاة) وهي من الله تعالى الرحمة ، خصّ الأنبياء من بين سائر
البشر بالإفراد بالدعاء بالرحمة بلفظ «الصلاة» تعظيما لهم (والسّلام) وهو تحية معناها الدعاء بالسلامة (على عبده ورسوله سيّد
العرب والعجم ، المبعوث إلى الجنّ والإنس) ولم يصرح باسمه الشريف تنبيها على
الاستغناء بهذا الوصف عن التصريح بالاسم ، لبلوغ شهرة انفراده بهذا الوصف حدّا
يغني بلوغه عن التصريح بالاسم ، إذ لا مرية في أنه المخصوص بسيادة ولد آدم ، ولا
في أنه المخصوص بالبعثة إلى الإنس والجنّ كافّة (بالشّرع القويم
المشتمل على المصالح والحكم) العائد نفعها إلى العباد المترتب ذلك لهم على شرعيتها ترتب
ثمرة وفائدة على مثمر ومفيد كما هو مذهب أهل السنة ، لا أنها باعثة على شرعيتها
كما يميل إليه كلام بعضهم ، الموافق لقول المعتزلة بأن أفعاله تعالى تعلل بالأغراض
، إذ الغرض ما لأجله إقدام الفاعل على فعله ، وهو متعال عن أن يبعثه شيء على شيء.
(صلّى الله عليه وعلى
آله وصحبه معادن الفخار) ـ بفتح الفاء ـ أي : الصفات التي يفتخر بها (والكرم) أي : الجود ، وهو :
إفادة ما ينبغي لا لعوض.
كرر الصلاة على
النبي صلىاللهعليهوسلم لأن الصلاة الأولى واقعة قبل ذكره بوصفه صلىاللهعليهوسلم كما مرّ آنفا والثانية واقعة بعد ذكره بوصفه المشار إليه
امتثالا لأمره المؤكد بالصلاة عند ذكره ، كما رواه الترمذي وغيره .
و «الآل» : إما
أصله : الأهل ، كما اقتصر عليه في «الكشاف» ، أو هو : من آل إلى كذا يؤول : إذا رجع إليه بقرابة أو
رأي أو غيرهما ، كما ذهب إليه الكسائي
__________________