قوم) بحضرة الملك (يدّعى أنه رسول) ذلك (الملك إليهم ، فإنه) أي : ذلك المدّعي للرسالة عن الملك (إذا قال للملك :) المرسل له (إن كنت صادقا فيما نقلت عنك) من الرسالة إلى هؤلاء (فقم على سريرك على خلاف عادتك ، ففعل حصل للحاضرين علم قطعي بأنه صدقه ، بمنزلة قوله :) أي : الملك (صدقت).
واقتصر المصنف على قوله : «قم على خلاف عادتك» لأن القصد من العلم بتصديقه حاصل بالاقتصار عليه. وقول حجة الإسلام : «فقم على سريرك ثلاثا واقعد على خلاف عادتك» (١) لمزيد الاستظهار فيما يحصل به العلم. وقول «المواقف» : «فقم من الموضع المعتاد لك في السرير واجلس مكانا لا تعتاده» (٢) تصوير آخر لمخالفة العادة.
((٣) ويؤخذ من جملة ما سبق أنه لا بدّ في المعجزة من تعذر معارضتها ؛ لأن ذلك حقيقة الإعجاز.
وأن توافق الدعوى لتكون حجة لصدقها ، فلو قال مدعي الرسالة : معجزتي أن أحيي ميتا ثم أتى بخارق آخر كنتق جبل لم يدل ذلك على صدقه.
ومن شرائطها : أن لا يكون ذلك الخارق مكذبا لدعواه ، فلو قال : معجزتي أن ينطق هذا الضب فنطق فقال : إنه كاذب ، لم يعلم أنه صادق ، بل (٤)) ((٥) يتأكد اعتقاد كذبه بذلك.
ولا يجب تعيين المعجزة ، بل لو قال : أنا آتي بخارق من الخوارق ، ولا يقدر غيري على الإتيان بشيء منها كفى. وفي كلام الآمدي أن هذا متفق عليه (٦)).
(والذي أظهره الله تعالى) لنبينا صلىاللهعليهوسلم من المعجزات (ثلاثة أمور : أعظمها القرآن).
(ثم) الأمر الثاني (حاله في نفسه التي استمر عليها) من عظيم الأخلاق وشريف الأوصاف التي سيأتي تفصيل بعضها ، ومن الكمالات العلمية والعملية ، (مع ضميمة أنه لم يصحب معلما أدّبه ولا حكيما هذّبه).
(ثم) الأمر الثالث (ما ظهر على يديه من الخوارق) للعادات (كانشقاق القمر)
__________________
(١) إحياء علوم الدين ، ١ / ١٦٨.
(٢) المواقف ، ص ٣٤١.
(٣) سقط من (م).
(٤) سقط من (م).
(٥) سقط من (م).
(٦) سقط من (م).