على شرف مذهب الشِّيعة ، وصحة قواعده وأُصوله الا هذا لكفى.
٦ ـ دوره في المؤتمر الاسلامي العالمي في القدس :
لقد كان ما اتسم به الشَّيخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى من دور متميِّز بارز في الذود عن حياض الاسلام ، والدفاع عن حريمه ، سمة مشخَّصة لدى علماء المسلمين وزعمائهم ، حتى اصبح طوداً شامخاً في هذا المضمار ، وشخصت نحوه أبصار الجميع ، مع اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ، وتشكِّل أمزجتهم وميولهم.
ومن هنا فما أنْ تجسَّدت فكرة (١) عقد مؤتمر اسلامي عام في مدينة القدس الشريفة على أرض الواقع ، حتى بادرت لجنة المؤتمر إلى توجيه دعوة ملحة للشَّيخ رحمه الله تعالى للمشاركة في هذا المؤتمر الهام الذي تقرَّر أنْ تعقد جلساته الموزَّعة على أيامه العشرة ابتداءً من ليلة المعراج في ٢٧ رجب عام ٠ ٣٥ ١ هـ ( ٧ كانون الاول ١٩٣٢ م ) وأنْ يكون هدف هذا اللقاء ـ كما ذكر ذلك الحاج أمين الحسيني لصحيفة السياسة القاهرية آنذاك ـ هو : البحث في نشر أساليب التعاون الاسلامي ، ونشر الثقافة الاسلامية ، والدفاع عن البقاع المشرَّفة الاسلامية ، والعمل لوقاية الدين الاسلامي وصيانة عقائده من شوائب الالحاد ، وتأسيس جامعة اسلامية في بيت المقدس ، والنظر في قضية الخط الحديدي الحجازي.
وكان من الطبيعي أنْ يستجيب الشَّيخ لهذه الدعوة الملحة ، رغم ايمانه بأنْ ترجمة آمال المسلمين تكمن في صدق النوايا
__________________
(١) قيل انّ أول دعوة صدرت لعقد هذا المؤتمر كانت من الزعيم الهندي الاسلامي شوكت علي في ٤|١٢|١٩٣١.