أقول : إنَ اعتبار الشِّيعة كون ألامامة أصل من اصول الدين ، ومنصب الهي يمنُّ به الله تبارك وتعالى على من يشاء من عباده الذين يمتازون عن غيرهم بمواصفات خاصة تجعلهم اهلاً لهذا التكليف العظيم ، ليس هو نتاج افكارهم الخاصة ـ كما يحلو للبعض اطلاق ذلك دون دليل أو حجة ـ بل
__________________
بصراحة على صحة وصواب ما ذهبنا اليه ، هذا إذا اعتمد الباحث والدارس في الحكم عليها الأُسس والقواعد المعروفة لدى علماء الأصول والجرح والتعديل.
فمن ذلك : الأخبار والروايات التي تزعم بأنَّ الله تعالى خلق آدم عليه السلام على صورته ، أو أنَّ له سبحانه جوارح مشخصة كالأصابع والساق والقدم ، وأنَّ في ساقه ـ سبحانه ـ علامة يُعرف بها!!.
بل وأنَّه تعالى يضع قدمه يوم القيامة في نار جهنم ليكف نهمها فتقول : قط قط!!.
كما أنَّه جل اسمه يهبط في آخر الليل إلى السماء الدنيا!! ويقول : من يسألني فأستجيب له ، من يسالني فأعطيه ، من يستغفرني فاغفر له.
يضاف إلى ذلك ما يروى من إمكان رؤيته تعالى حقيقة لا مجازاً ، حتى أنَّ تلك الأخبار لا تكتفي بحصر رؤية الله تعالى برسوله الأكرم صلى الله عليه وآله ـ حيث تذكر بأنَّه يرى الله سبحانه فيقع ساجداً له ـ بل يتعداه ذلك الأمر إلى الجميع ، حيث تورد بأنََّه جلَّ وعلا يهبط يوم القيامة إلى العباد ليقضي بينهم!! وذلك مصداق ما نُسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من قوله : أنَّكم سترون ربَكم عياناً ، وأنّ المسلمين يرون ربَّهم يوم القيامة كما يرون القمر لا يضامون في رويته!!.
والأغرب من ذلك كلِّه ما يُروى من أنَ الله تبارك وتعالى يأتي هذه الأُمة يوم القيامة على هيئة غير هيئته التي يعرفونه بها ، فينكرون ذلك عليه!! حتى يأتيهم بالصورة التي يعرفونه بها فيتبعونه!!
وغير ذلك. راجع : صحيح البخاري ٨ : ٦٢ ( كتاب الاستئذان ) ٩ : ١٥٦ ( كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : لما خلقت بيدي ، وباب قوله تعالى : وجوه يومئذ ناضرة ) و ٢ : ٦٦ ( كتاب التهجد ، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل ) ، صحيح مسلم ٤ : ٢١٨٣|٢٨٤١ و : ٢٠١٧|١١٥ و ٢١٤٧|١٩ ، ٢٠ ، ٢١ ، ٢٢ ، و : ٢١٨٦|٣٥ ، ٣٦ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ١ : ٤٣٩|٢١١ ، ٢١٢ ، ٩٦٣|٢٩٩ ، ٣٠٠ ، ٣٠٢ ، سنن ابن ماجة ١ : ٦٤|١٨٢ و : ٤٣٥|١٣٦٦ و ٤٤٤|١٣٨٨ ، ١٣٩٠ ، سنن الترمذي ٤ : ٦٩١|٢٥٥٧ و ٢ : ٣٠٧|٤٤٦ و ٤ : ٥٩١|٢٣٨٢ و ٤ : ٦٨٧|٢٥٥١ ، ٢٥٥٢ ، مسند أحمد ٢ : ٢٦٤ ، ٢٦٧ ، ٢٨٢ ، ٤٨٧ ، ٥٠٤ ، ٣ : ٣٤ ، ٤ : ١٦ ، موطأ مالك ١ : ٢١٤|٣٠.