فرية تلو فرية تلو فرية
ذكر الجرداني في مصباح الظلام(١)شاهداً على هذه الفرية ، فقال: لما مات ابن منير(٢): خرج جماعة من شُبّان حلب يتفرجون ، فقال بعضهم لبعض: قد سمعنا انّه لا يموت أحد ممّن كان يسبُّ أبا بكر وعمر إلّا ويمسخه الله تعالى في قبره خنزيراً ، ولا شكّ انّ ابن منير كان يسبُّهما ، فأجمعوا رأيهم على المضي إلى قبره ، فمضوا ونبشوه فوجدوا صورته خنزيراً ووجهه منحرفاً عن جهة القبلة إلى جهة الشمال ، فأخرجوه من قبره ليشاهده الناس ، ثمّ بدا لهم أن يحرقوه فأحرقوه بالنار ، واعادوه في قبره ، وردوا عليه التراب وانصرفوا.
ولا نعلق على تلك الخرافة بل نحيل التعليق إلى وجدان القارئ الكريم.
__________________
(١) مصباح الظلام : ٢ / ٥٧ ، الحديث ٣٦٢.
(٢) ابن منير هو ابن الحسين مهذب الدين أحمد بن منير الطرابلسي (٤٧٣ ـ ٥٤٨) من أئمّة الأدب وفي الطبقة العليا من صاغة القريض ، له قصيدة في الغدير المعروفة بالتترية مطلعها :
عذبت طرفي السهر |
|
واذبت قلبي بالفكر |