والثالث عرّفه أئمة الجرح والتعديل بانّه ضعيف ، متروك ، ساقط ، وضاع ، متّهم بالزندقة. فما شأن تاريخ يرويه وضاع ، عن مجهول ، عن متّهم بالزندقة ويا للأسف فقد نقل شيخ التاريخ ، الطبري عنهم سبعمائة رواية ، ورواية واحدة ، استغرقت بيان حوادث ١١ ـ ٣٧ من الهجرة فحسبها المتأخرون حقائق فاستندوا إليها في كتبهم ورسائلهم دون تمحيص أو تدقيق.
والتاريخ يعجّ بهذه الموضوعات والمكذوبات على لسان النبي وصلحاء الأُمّة ، يقف عليها من سبر التاريخ بتجرد وموضوعية ، فكم من صالح بخس التاريخ حقَّه ، واتّهمه بالزيغ والضلال ، وكم من طالح سفك دماء الأبرياء والأتقياء ألبسه التاريخ ثوبَ الزهد والتقى.
من هنا تتأكّد المسئولية في إعادة قراءة التاريخ على ضوء القواعد العلمية المتفق عليها ، بعيداً عن النزوع إلى العواطف والأهواء والآراء المسبقة ، بغية فرض الحقائق عن الأوهام ، وهذا ما نعبِّر عنه بقراءة التاريخ من جديد ، وهذا ما نقترحه ، آملين أن يقيض الله رجالاً أحراراً لا يبتغون غير الحقيقة هدفاً.
وأخيراً ، ولأجل أن تقترن الدعوة بالعمل نقدم إلى القراء الكرام سلسلة من البحوث التاريخية لتكون نموذجاً لما دعونا إليه ، وليس ما قمنا به إلّا خطوة متواضعة في هذا السبيل.
|
والله هو الهادي جعفر السبحانى مؤسسة الإمام الصادق عليهالسلام |