ثانيهما : انّها قبلة لمن كان في المسجد ، والمسجد قبلة لمن كان في الحرم ، والحرم قبلة لمن خرج عنه ، وعلى هذا ، فالآفاقي لا يتوجّه إلى الكعبة بل إلى الحرم ، حتّى أنّ استقبال الكعبة في الصف المتطاول متعذّر لأنّ عنده جهة كل واحد من المصلّين ، غير جهة الآخر ، إذ لو خرج من وجه كل واحد منهم خط مواز ، للخط الخارج من وجه الآخر ، لخرج بعض تلك الخطوط عن ملاقاة الكعبة ، فحينئذٍ يسقط اعتبار الكعبة بانفرادها في الاستقبال ، ويعود الاستقبال مختصّاً باستقبال ما اتّفق من الحرم.(١)
ثمّ إنّ القول باستحباب التياسر شيئاً طفيفاً مبني على هذا القول. ووجهه ما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام وقد سُئل عن سبب التحريف عن القبلة ذات اليسار؟ فقال: «إنّ الحرم عن يسار الكعبة ثمانية أميال وعن يمينها أربعة أميال ، فإذا انحرف ذات اليمين خرج عن حدّ القبلة وإن انحرف
__________________
(١). المهذب البارع : ١ / ٣١٣ ـ ٣١٤.