الجهاد ؛ وأمّا الشيعة فهم يقولون ـ على فرض صحة النسبة: لا جهاد في سبيل الله حتّى يخرج المهدي فيجاهدوا في ركابه إلى استقرار حكومته في الأرض وتجسم ما وعد به سبحانه على الأُمم وقال: (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)(١)
فشتّان بين قوم لا يجاهدون إلّا في وقت خاص لقتل عدوهم المزعوم ، وبين قوم ينتظرون ظهور إمامهم المهدي الذي وعد الله به الأُمم حتّى يجاهدوا في كلّ وعر وحزن في أقاصي العالم وأقطاره لاستقرار حكومته الإلهية حتّى ترفرف راية الإسلام خفّاقة على ربوع الأرض.
وهناك نكتة أُخرى غفل عنها ابن الجوزي ، وهي انّ الشيعة تقول بالجهاد الابتدائي ويطلق عليه بالجهاد التحريري وهو مشروع عندهم للغايات التالية:
١. تحرير البشرية من الشرك.
__________________
(١). الأنبياء : ١٠٥.