والحقّ انّ سيرة
المؤلّف في كتبه وآثاره لم تكن على وتيرة واحدة ، فكتابه «المنتظم» في عشرين جزءاً
، من أفضل الآثار في تنظيم حياة العلماء والفقهاء وغيرهم من الأعاظم ، ولكنّه في
كتابه «مناقب أحمد بن حنبل» ـ لأجل نصرة مذهبه وإعلاء شأن إمامه ـ تشبّث بأضغاث
الأحلام واستدلّ بها ، وعلى ضوء ذلك فلا عجب في أن ينسب في كتاب «الموضوعات»
أُموراً تافهة إلى الشيعة ، ليست لها مسحة من الحقّ ولا لمسة من الصدق.
وقفة قصيرة مع محقّق
الكتاب
وقبل أن نناقش
التُّهَم التي رمى بها الشيعة ، نشير إلى ما ذكره محقّق كتاب «الموضوعات» في
مقدّمته حيث قال:
من أمثال ما وضعوه
في مناقب علي (رض) من الأحاديث المكذوبة التي هي في مرتبة دون مراتب الغلو
والإطراء الشركي ، التي غلوا بها فيه ، ثمّ ذكر أحاديث عشرة من الموضوعات في حقّ
الإمام على حسب زعمه.