غدير فيه شجيرات وقربه قائم لديراني ، فأشرف علينا ، فقال : إنه هذه اللّغة ما هي لأهل هذا البلد. قال : قلنا ، نعم ، نحن قوم من مضر. فقال : أما إنه سيبعث وشيكا نبيّ ، فسارعوا إليه ، وخذوا بحظّكم منه ترشدوا ، فإنه خاتم النبيين ، واسمه محمّد.
فلما انصرفنا من عند أبي جفنة وصرنا إلى أهلينا ولد لكل رجل منا غلام فسماه محمدا تأميلا أن يكون ابنه ذلك النبيّ المبعوث.
وقال ابن الأثير : إخراج محمد بن سفيان لا وجه له ، لأن من عاصر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من ذريته بينهم وبينه عدة آباء ، منهم الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان ، ومنهم ابن عمه صعصعة بن ناجية بن عقال جدّ الفرزدق الشّاعر ، ولم يذكر أحد منهم حابسا ولا ناجية في الصّحابة ، فضلا عن عقال ، فضلا عن محمد بن سفيان.
٨٥٤٣ ـ محمد بن سهل بن أبي (١) خيثمة الأنصاريّ المدنيّ.
قال أبو موسى في «الذّيل» : ذكره بعض الحفاظ ، ثم أخرج من طريق شعبة ، عن واقد بن محمد : سمعت صفوان بن سليم يحدّث عن محمد بن سهل بن أبي خيثمة أو عن سهل بن أبي خيثمة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في سترة المصلي.
قلت : هو مرسل أو منقطع ، لأنه إن كان المحفوظ عن محمد بن سهل فهو مرسل ، لأنه تابعي لم يولد إلا بعد موت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بمكّة ، فإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لما مات كان سنّ سهل بن أبي خيثمة ثماني سنين ، وإن كان عن سهل فهو منقطع ، لأن صفوان لم يسمع من سهل ، وعلى تقدير ذلك فلا يدخل بهذا السند في ذلك. والله أعلم.
٨٥٤٤ ـ محمد بن شرحبيل (٢) : من بني عبد الدار.
ذكره ابن مندة ، وقال : أورد له البخاريّ في الوحدان ، ولا يعرف له صحبة ، وإنما روايته عن أبي هريرة ، وروى عنه يزيد بن عبد الله بن قسيط ، ويزيد بن حصيفة ، وغيرهما ، ثم أورد ابن مندة من طريق عبد الله بن موسى التيميّ ، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، قال : أخذت قبضة من تراب قبر سعد بن معاذ ، فوجدت منه ريح المسك.
__________________
(١) التاريخ الكبير ١ / ١٠٧ ، الجرح والتعديل ٧ / ٢٧٧ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٥٨٢ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٢٨١ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٥٨ ، أسد الغابة ت (٤٧٣٨).
(٢) أسد الغابة ت (٤٧٣٩).