[طريق أخرى أغرب وأبسط من هذا السياق بزيادات أخر] قال الحافظ أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة : أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال : حدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل ، واستكتمني اسمه ، عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوسلم (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «عرفت أني إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره فصمت ، فجاءني جبريل عليهالسلام فقال : يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك» قال علي رضي الله عنه فدعاني ، فقال : يا علي «إن الله تعالى قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، فعرفت أني إن بادأتهم بذلك رأيت منهم ما أكره ، فصمت عن ذلك ، ثم جاءني جبريل فقال : يا محمد إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك ، فاصنع لنا يا علي شاة على صاع من طعام ، وأعد لنا عس (١) لبن ، ثم اجمع لي بني عبد المطلب».
ففعلت فاجتمعوا إليه ، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا ، فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعباس ، وأبو لهب الكافر الخبيث ، فقدمت إليهم تلك الجفنة ، فأخذ منها رسول الله صلىاللهعليهوسلم جذبة فشقها بأسنانه ، ثم رمى بها في نواحيها ، وقال «كلوا بسم الله» فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما يرى إلا آثار أصابعهم ، والله إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «اسقهم يا علي» فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا جميعا ، وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله ، فلما أراد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : لهد ما سحركم صاحبكم ، فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
فلما كان من الغد قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «يا علي عد لنا بمثل الذي كنت صنعت بالأمس من الطعام والشراب ، فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم» ففعلت ، ثم جمعتهم له ، فصنع رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما صنع بالأمس ، فأكلوا حتى نهلوا عنه ، وأيم الله إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «اسقهم يا علي» فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا جميعا ، وايم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله ، فلما أراد رسول اللهصلىاللهعليهوسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب بالكلام ، فقال : لهد ما سحركم صاحبكم ، فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
فلما كان من الغد ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «يا علي عد لنا بمثل الذي كنت صنعت لنا بالأمس من الطعام والشراب ، فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم» ففعلت ثم جمعتهم له ، فصنع رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما صنع بالأمس ، فأكلوا حتى نهلوا ثم سقيتهم من ذلك
__________________
(١) العس : القدح الكبير.