عبد المطلب ، يا بني فهر ، يا بني لؤي ، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني؟» قالوا : نعم. قال «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ، أما دعوتنا إلا لهذا؟ وأنزل الله (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) (١) [المسد : ١] ورواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن الأعمش به.
[الحديث الثاني] قال الإمام أحمد (٢) : حدثنا وكيع ، حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت : لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «يا فاطمة ابنة محمد ، يا صفية ابنة عبد المطلب ، يا بني عبد المطلب ، لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم» انفرد بإخراجه مسلم (٣).
[الحديث الثالث] قال الإمام أحمد (٤) : حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا زائدة ، حدثنا عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قريشا ، فعم وخص فقال «يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار ، فإني والله لا أملك لكم من الله شيئا إلا أن لكم رحما سأبلها ببلالها» (٥). ورواه مسلم والترمذي من حديث عبد الملك بن عمير به. وقال الترمذي : غريب من هذا الوجه ، ورواه النسائي من حديث موسى بن طلحة مرسلا ، ولم يذكر فيه أبا هريرة ، والموصول هو الصحيح ، وأخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
وقال الإمام أحمد (٦) : حدثنا يزيد ، حدثنا محمد يعني ابن إسحاق ، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله ، يا صفية عمة رسول الله ويا فاطمة بنت رسول الله اشتريا أنفسكما من الله ، فإني لا أغني عنكما من الله شيئا ، سلاني من مالي ما شئتما» تفرد به من هذا الوجه ، وتفرد به
__________________
(١) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٢٦ ، باب ٢ ، وسورة ٣٤ ، باب ٢ ، وسورة ١١١ ، باب ١ ، ٢ ، ومسلم في حديث ٣٥١ ، والترمذي في تفسير سورة ١١١.
(٢) المسند ٦ / ١٨٧.
(٣) كتاب الإيمان حديث ٣٥٠.
(٤) المسند ٢ / ٣٦٠.
(٥) أخرجه البخاري في الأدب باب ١٤ ، ومسلم في الإيمان حديث ٣٤٨ ، والترمذي في تفسير سورة ٢٦ ، باب ٢ ، والنسائي في الوصايا باب ٦.
(٦) المسند ٢ / ٣٥٠ ، ٣٩٨ ، ٤٤٨ ، ٤٤٩.