يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرافات وكل ما هو آت آت». ثم مات سطيح من ساعته ورجع عبد المسيح ، فأخبر أنو شروان بما قال سطيح. قال كسرى : إلى أن يملك أربعة عشر ملكا كانت أمور وأمور. فملك منهم عشرة في أربع سنين ، وملك الباقون إلى خلافة عثمان رضي الله عنه ، فهلك آخرهم يزدجرد في خلافته. والهراوة بكسر الهاء العصا الضخمة. وكوكب الصبح عبارة عن القرآن. قال الله في سورة النساء : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) [النساء : ١٧٤]. وفي سورة التغابن : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) [التغابن : ٨]. قال صاحب صولة الضيغم بعد نقل هذه البشارة : «قلت للقسيسين ويت ووليم عند المناظرة ان صاحب هذا القضيب من حديد محمد صلىاللهعليهوسلم ، فاضطربا لسماع هذا الأمر ، وقالا ان عيسى عليهالسلام حكم بهذا الكنيسة ثياثيرا فلا بدّ أن يكون ظهور مثل هذا الشخص هناك ، ومحمد صلىاللهعليهوسلم ما راح هناك. قلت هذه الكنيسة في أية ناحية كانت؟ فرجعا إلى كتب اللغة وقالا كانت في أرض الروم قريبة من استانبول. قلت راح أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم في خلافة الفاروق الأعظم عمر رضي الله عنه إلى هذه البلاد وفتحوها ، وبعد الصحابة رضي الله عنهم كان المسلمون أيضا متسلطين عليها في أكثر الأوقات ، ثم تسلط سلاطين آل عثمان أدام الله سلطنتهم من المدة المديدة ، وهم متسلطون إلى هذا الحين. فهذا الخبر الصريح في حق محمد صلىاللهعليهوسلم». انتهى كلامه. قلت : الفاضل عباس علي الجاجموي الهندي صنف أولا كتابا كبيرا في رد أهل التثليث وسماه صولة الضيغم على أعداء ابن مريم ، ثم ناظر هو رحمهالله ويت ووليم القسيسين في البلد كانفور من بلاد الهند وألزمهما ، ثم اختصر كتابه وسمى المختصر خلاصة صولة الضيغم. ومناظرته كانت قبل أن ناظر صاحب ميزان الحق في أكبرآباد بمقدار اثنتين وعشرين سنة.
البشارة الثامنة عشر : وهذه البشارة واقعة في آخر أبواب إنجيل يوحنا. وأنا أنقل عن التراجم العربية المطبوعة سنة ١٨٢١ وسنة ١٨٣١ وسنة ١٨٤٤ في بلدة لندن ، فأقول في الباب الرابع عشر من إنجيل يوحنا هكذا : «١٥ إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي ١٦ وأنا أطلب من الأب فيعطيكم فارقليط آخر ليثبت معكم إلى الأبد ١٧ روح الحق الذي لن يطيق العالم أن يقبله لأنه ليس يراه ولا يعرفه ، وأنتم تعرفونه لأنه مقيم عندكم وهو ثابت فيكم ٢٦ والفارقليط روح القدس الذي يرسله الأب باسمي ، هو يعلمكم كل شيء ، وهو يذكركم كل ما قلته لكم ٣٠ والآن قد قلت لكم قبل أن يكون حتى إذا كان تؤمنون». وفي الباب الخامس عشر من إنجيل يوحنا هكذا : «٢٦ فأما إذا جاء الفارقليط الذي أرسله أنا إليكم من الأب روح الحق الذي من الأب ينبثق هو يشهد لأجلي ٢٧ وأنتم تشهدون لأنكم معي من الابتداء». وفي الباب السادس عشر من إنجيل يوحنا هكذا : «٧ لكني أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أنطلق ،