مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).
روى أحمد ، وأبو داود ، والحاكم عن ابن عباس قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لمّا أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في طير خضر ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مأكلهم ، ومشربهم ، وحسن مقبلهم قالوا : يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد ، ولا ينكلوا عن الحرب ، فقال الله : أنا أبلغهم عنكم ، فأنزل الله هذه الآية : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا) الآية وما بعدها.
وأخرج الواحدي عن جابر بن عبد الله قال : (نظر إليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ألا أخبرك؟ ما كلّم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب ، وأنه كلّم أباك كفاحا ، فقال : يا عبدي ، سلني أعطك ، قال أسألك أن تردّني الى الدنيا ، فأقتل فيك ثانية ، فقال : إنه قد سبق مني أنهم اليها لا يرجعون. قال : يا رب ، فأبلّغ من ورائي ، فأنزل الله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا) الآية.
وأخرج الواحدي عن سعيد بن جبير قال : «لمّا أصيب حمزة بن عبد المطلب ، ومصعب بن عمير يوم أحد ، ورأوا ما رزقوا من الخير ، قالوا : ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير كي يزدادوا في الجهاد رغبة ، فأنزل الله تعالى : أنا أبلغهم عنكم ، فأنزل الله تعالى :
(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ) الى قوله :(لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).
الآية : ١٧٢ ـ ١٧٥. قوله تعالى : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ،