مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ).
روى الواحدي عن مجاهد قال : «تفاخر المسلمون ، واليهود ، فقالت اليهود : بيت المقدس أفضل ، وأعظم من الكعبة ، لأنه مهاجر الأنبياء ، وفي الأرض المقدسة. وقال المسلمون : بل الكعبة أفضل. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
الآية : ٩٩ ـ ١٠٠. قوله تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ).
روى الواحدي وابن إسحاق ، وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال : «مرّ شاس بن قيس اليهودي ـ وكان شيخا قد غبر في الجاهلية ، عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد ـ فمرّ على نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الأوس ، والخزرج في مجلس جمعهم يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من جماعتهم ، وألفتهم ، وصلاح ذات بينهم فى الاسلام بعد الذى كان بينهم في الجاهلية من العداوة ، فقال : قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد ، لا والله ، ما لنا معهم ، إذا اجتمعوا بها من قرار ، فأمر شابا من اليهود كان معه ، فقال : اقعد إليهم ، فاجلس معهم ، ثم ذكّرهم بعاث ، وما كان فيه ، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار ـ وكان بعاث يوما اقتتلت فيه الأوس ، والخزرج ، وكان الظفر فيه الأوس على الخزرج ـ فتكلم القوم عند ذلك ، فتنازعوا ، وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيّين : أوس بن قيظي ـ أحد بني حارثة من الأوس ـ وجابر بن صخر ـ أحد بني سلمه من الخزرج ـ فتقاولا ، وقال أحدهما لصاحبه : إن شئت ردّدتها جزعا ، وغضب الفريقان جميعا ، وقالا : ارجعا ، السلاح السلاح ، موعدكم الظاهرة ، وهي حرّه ، فخرجوا